إعداد: عائشة خمبول الظهوري
في أواخر الثمانينيات، وأثناء أعمال تشييد مدرسة ابتدائية في مدينة سينداي اليابانية، اكتشف علماء الآثار مفاجأة مذهلة في موقع توميزاوا الأثري. كان الموقع معروفاً بتاريخه الطويل، إلا أن التنقيب أسفر عن كنز غير متوقع: غابة متحجرة عمرها 20 ألف عام، مدفونة بعناية تحت سطح الأرض.
في عام 1996، افتُتح «متحف الغابة تحت الأرض» في موقع توميزاوا، ليصبح معلماً تاريخياً. يحتضن هذا المتحف غابة من أشجار التنوب من نوع فريد تمتد على مساحة 800 متر مربع تحت الأرض، كما يضمّ بقايا أثرية أخرى كآثار نيران مخيمات قديمة وروث الغزلان، التي تمنح لمحة عن الحياة قبل آلاف السنين، وفي الطابق العلوي، تعرض رؤوس سهام وأوانٍ فخارية، مما يروي قصة حياة الإنسان في ذلك العصر.
ما يزيد من جاذبية الموقع إتاحة لمس أحد جذور الأشجار المتحجرة؛ إذ يعمّق ذلك ارتباط الزوار بتراث ما قبل التاريخ، كما يحاكي المتحف خارج أسواره مشهد غابة العصر الجليدي عبر زراعة أشجار مشابهة لتلك المكتشفة. ويُعدّ موقع توميزاوا من المواقع الفريدة عالمياً؛ حيث يجتمع فيه سجل طبيعي يمتد لآلاف السنين مع دلائل استيطانية بشرية تعود إلى عصور مختلفة، في مشهد يجمع الطبيعة وتاريخ الإنسان في مكان واحد.
0 تعليق