القاهرة: «الخليج»
تعيد عمليات تحديث وتطوير شاملة، حديقة الأندلس المطلة على نيل القاهرة بضاحية الزمالك، إلى الحياة من جديد، حيث تبدأ باستقبال زوارها خلال شهر نوفمبر المقبل، بعد فترة إغلاق استمرت نحو عشر سنوات، وقد لعب جمال التصميم للحديقة دوراً كبيراً في ضمها قبل سنوات، إلى قائمة الآثار الإسلامية، لتعد أول حديقة تسجل كأثر في مصر.
خضعت الحديقة التي أنشأت منتصف ثلاثينات القرن الماضي لعملية تطوير شاملة نفذت على مرحلتين، بدءاً من تطوير البنية التحتية وإصلاح شبكة الري، وانتهاء بترميم نماذج التماثيل الأثرية الموجودة داخل الحديقة، ومن بينها تماثيل ثعابين الكوبرا الموجودة في الجزء الفرعوني، ورفد الحديقة بالعديد من النباتات النادرة التي أزيلت سابقاً، وقد استعان المصممون في عمليات التطوير، بعشرات من الصور الخاصة بالحديقة، التي ظهرت في بعض الأفلام القديمة، لإعادة شكل الحديقة كما كانت في السابق.
الفردوس العربية
يرجع إنشاء حديقة الأندلس إلى منتصف ثلاثينات القرن الماضي، فى أواخر حكم الملك فؤاد الأول، وتمتد على مساحة فدانين علي شاطئ النيل، وتتكون من جزءين، الجنوبى يطلق عليه حديقة الفردوس العربية، وقد شيد هذا الجزء على نمط الحدائق العربية الأندلسية، التي كانت موجودة فى غرناطة، بينما يطلق على الجزء الشمالى الحديقة الفرعونية، ويتميز بوجود العديد من التماثيل التي تحاكي التماثيل المصرية القديمة.
حفلات غنائية
تعرضت حديقة الأندلس لإهمال كبير، استمر لفترة طويلة بعدما ظلت طوال فترتي الخمسينات والستينات واحدة من أجمل الحدائق في مصر، ما دفع العديد من منتجي السينما إلى استغلالها في تصوير كثير من الأفلام، كما كانت تقام فيها العديد من الحفلات الغنائية لكبار المطربين، خصوصاً في مواسم الربيع أو الأعياد الوطنية، قبل أن تقرر الحكومة المصرية في وقت سابق، تنفيذ عملية تطوير وتحديث شاملة لها، لإعادة فتحها أمام الزوار كمتنفس لأهالي العاصمة.
تطوير
شملت عملية التطوير تغيير شكل الجدار الذي يفصلها عن النهر، حيث أستبدل بسور حديدى مفرغ بحليات، تماثل حليات السور القديم، حتي لا يحول السور دون رؤية النيل، إلى جانب ترميم الجزء الجنوبي للحديقة، الذي يضم المظلة الكبيرة، التي تحفل بالعديد من الزخارف الأندلسية، وتمثال لأمير الشعراء أحمد بك شوقي، من أعمال المثال الكبير الراحل محمود مختار، فضلاً عن تماثيل الأسود الخمسة التي ينبثق منها الماء، إلى بركة مستطيلة منخفضة، تتوسط الحديقة وتحوي نافورتين رخاميتين.
ويتميز الجزء الشمالي من الحديقة، بسماته الفرعونية التي يمكن ملاحظتها من بوابته الكبيرة التي يتوسطها نموذج لتمثال شيخ البلد، وتفضي البوابة إلى صفين من النخيل الملوكي وغيرها من الأشجار، إلى جانب عدد من نماذج لتماثيل فرعونية مختلفة الأشكال والأحجام.
0 تعليق