القاهرة:«الخليج»
تصدرت المصرية فرحانة حسين سالم الرياشات الشهيرة بـ«أم داود» مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، على مدار اليومين الماضيين، لتعيد إلى ذاكرة المصريين، مع سنوات عمرها التي جاوزت المئة بقليل، واحدة من أهم صفحات النضال الوطني، التي جسدتها بطولات أهالي سيناء، خلال فترة حرب الاستنزاف نهاية الستينات والتي توجت بانتصارات أكتوبر عام 1973.
وتحول «مقعد» قبيلة الرياشات، على تخوم مدينة العريش المصرية، خلال اليومين الماضيين إلى قبلة للمئات من أهالي سيناء، الذين توافدوا على «شيخة المجاهدين» للتهنئة بما حظيت به المناضلة السيناوية من تكريم، تمثل في إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، إطلاق اسمها على أحد محاور القاهرة الجديدة، باعتبارها واحدة من رائدات العمل الوطني في سيناء، وتقديراً للدور الكبير الذي لعبته خلال فترة حرب الاستنزاف، حيث تولت فرحانة وأخريات رفد القوات المسلحة المصرية بالعديد من المعلومات الخطرة، حول تمركزات قوات الاحتلال الإسرائيلي في سيناء، والعديد من المواقع العسكرية الحصينة.
انضمت فرحانة سالم الرياشات إلى «منظمة سيناء العربية»، التي تعد المنظمة الأم التي انضوى تحت لوائها المئات من أهالي سيناء، خلال فترة الاستنزاف، وقد لعب أعضاء المنظمة من أبناء سيناء، دوراً كبيراً في تنفيذ العديد من العمليات الفدائية التي كانت تتم خلف خطوط العدو في تلك الفترة، إلى جانب رفد القيادة العسكرية بالعديد من المعلومات المهمة، حول تحركات قوات الاحتلال، ونوعية التسليح، وغيرها من المعلومات، التي نجحت فرحانة في نقلها بذكاء شديد، مستغلة عملها في تجارة الأقمشة، ما مكنها من التردد على سيناء خلال تلك الفترة بصورة دورية، رغم هجرة أفراد عائلتها إلى إحدى قرى سمالوط بمحافظة المنيا، ثم إلى مديرية التحرير.
اعتمدت فرحانة على ذاكرتها القوية، في تسجيل ما كانت تشاهده خلال فترات تجوالها بين القبائل في سيناء، وكانت تلتقط بعينين تشبهان الكاميرا، العديد من تحركات قوات الاحتلال، وتخفي العديد من الرسائل السرية التي كانت تبعث بها قوات المقاومة في منظمة سيناء العربية، إلى أجهزة الاستخبارات المصرية، مستغلة في ذلك ملابسها البدوية، التي كانت تحيكها بيديها وتعكف على تطريز جيوبها السرية، حتي تتمكن من إنجاز مهمتها، إذا ما خضعت لعمليات التفتيش، التي كانت تتم في العديد من النقاط التي تسيطر عليها قوات الاحتلال، في طريق رحلتها من السويس مروراً بمدن أبو زنيمة بجنوب سيناء، والجفجافة وسط سيناء، وانتهاء بالعريش والشيخ زويد في أقصى الشمال، وهي المسافة التي كانت تقطعها فرحانة بعد رحلة صعبة، سيراً على الأقدام تارة، وباستخدام دابة تارة أخرى.
0 تعليق