إزاء تزايد النزاعات المسلحة في العالم، نددت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مريانا سبولياريتش، بانتهاكات قانون الحرب المعترف به دولياً، وما لذلك من عواقب فتاكة على الأرض.
وقالت سبولياريتش، في مقابلة أجرتها معها وكالة فرانس برس: «ما نلاحظه هو انتهاكات متواصلة للقانون الدولي الإنساني في عدد متزايد من النزاعات». وشددت على وجوب «إعادة التأكيد أن المدخل لإعادة إحلال السلام هو احترام البشرية». لكنها رأت أن هذا المبدأ تلاشى على ما يبدو وسط تزايد النزاعات المسلحة إلى حد غير مسبوق إذ يشهد العالم حالياً أكثر من 120 نزاعاً.
ولفتت إلى أنه في الكثير من النزاعات ولا سيما الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وحزب الله في لبنان لا تظهر جهود تذكر لتحييد المدنيين.
وقالت: إن «عدد الضحايا المدنيين الذي نلاحظه اليوم والزيادة الحادة في عدد النازحين المرتفع بالأساس، أمر غير مقبول» مؤكدة أن «احتراماً أكبر للقانون الدولي الإنساني ضرورة ملحة جداً».
ينص القانون الإنساني الدولي أو قانون الحرب الذي أرسته اتفاقيات جنيف على مجموعة من القواعد الرامية إلى الحد من وحشية الحروب، من خلال تقليص تبعات النزاعات المسلحة وحماية المدنيين والمنشآت المدنية وفرض قيود على وسائل الحرب وأساليبها.
وأوضحت سبولياريتش، أن هذه القوانين هي «مجموعة من القواعد العملية للغاية» تفرض خصوصاً «احترام المنشآت الطبية» ومعاملة أسرى الحرب بصورة لائقة. وقالت: إن «هذا يفترض كذلك أنه حين يطلب من السكان المدنيين الإخلاء، أن يتمكنوا من القيام بذلك بأمان»، وأن يكون لهم «وصول إلى الطعام والماء والمأوى والمساعدة الطبية».
وتابعت: إن «العديد من التدابير المدرجة في هذه الاتفاقيات الإنسانية هدفها الحد من معاناة السكان المدنيين العبثية وغير المجدية في زمن الحرب».
وتنظم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوصية على اتفاقيات جنيف، الأسبوع المقبل مؤتمراً دولياً مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، من أجل احترام أفضل للقانون الدولي.
- «لا عودة إلى الخلف» - وأقرت سبولياريتش، بأن احترام هذا القانون الدولي يفترض أن يكون «من المسلمات»، مشيرة إلى أن «جميع الدول أبرمت اتفاقيات جنيف وتعهدت بالحفاظ على البشرية عند اندلاع النزاعات. للأسف، ليس هذا ما يحصل على الأرض». (أ.ف.ب)
0 تعليق