رأس الخيمة: عدنان عكاشة
يضع صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، «التعليم» على رأس أولويات التنمية، مؤكداً سموه، في محافل ومناسبات مختلفة، أن «التعليم» محور رئيسي في العمل الحكومي، وقوة دفع هائلة في حركة الشعوب وتقدمها نحو المستقبل. كما أنه عامل حاسم في تنافسية الدول ورقي اقتصادياتها، وقياس مكانتها على الخريطة الحضارية للعالم، وجسر متين وراسخ يقود إلى الاستدامة والازدهار والرخاء والتقدم، وهو يشكل موروثاً وطنياً وثقافة شعبية في الإمارة، تداولته الأجيال من الموروث الحي للشيخ صقر بن محمد القاسمي، رحمه الله، وسيرته في الحكم والإدارة، لأنه «باني رأس الخيمة الحديثة»، وهو من كان حريصاً على هذا القطاع، متابعاً له بشكل شخصي مباشر، ما مهد دروب العلم والمعرفة في الإمارة، عبر بناء بيئة تعليمية متميزة، أفضت إلى نجاحات متواصلة ونتائج متميزة.
تتميز رأس الخيمة بتاريخ حافل في الاستثمار في قطاع التعليم، وتحتضن الإمارة عدداً من مؤسسات التعليم العالي فائقة الجودة، من أبرزها الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، وجامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية، وكليات التقنية العليا، بالإضافة إلى احتضانها عدداً من الجامعات والمؤسسات العالمية العريقة، التي من ضمنها جامعتا «بولتون» و«ستيرلينغ» البريطانيتان.
دائرة المعرفة
وأصدر صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، قراراً بشأن تأسيس دائرة رأس الخيمة للمعرفة، بهدف تطوير المنظومة التعليمية في رأس الخيمة، وتنظيم قطاع التعليم الخاص في الإمارة، بما يواكب رؤية رأس الخيمة 2030.
وتأسست الدائرة في العام الماضي 2023، لتعمل على تعزيز جودة التعليم في نطاق الإمارة، عبر دعم الابتكار في كافّة المجالات والوسائل التعليميّة، وضمان حُصول الطلبة على تعليم مُعاصر عالي الجودة، وتنظيم القطاع.
وتمتد مهام الدائرة لتشمل تنظيم قطاع التعليم المدرسي الخاص، والتعليم العالي، والتدريب المهني، والتعليم المستمر في رأس الخيمة.
وتلتزم الدائرة تطوير منظومة تعليمية شاملة، ذات مستوى عالمي متميز، بما يُعزز الاستدامة والابتكار، ويُمكّن الطلبة من تحقيق طموحاتهم، وصولاً إلى الارتقاء بجودة حياة المجتمع.
وتركز سياسة دائرة معرفة رأس الخيمة على تعزيز الجودة والتنافسية والكفاءة التعليمية، بما يتوافق مع رؤية دولة الإمارات واحتياجات سوق العمل الوطني، ويعزز مكانة رأس الخيمة كوجهة رائدة في المجالات التعليمية والتدريبية.
45 هوية ثقافية
تأسست الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة عام 2009، وتُقدم الجامعة، التي تبلغ مساحة حرمها الجامعي 1.3 مليون قدم مربعة، برامج جامعية ودراسات عليا متكاملة، بمناهج أمريكية، مع تركيز على الثقافة الوطنية، فيما بدأت مسيرتها الأكاديمية ب39 طالباً فقط، ليصل عددهم بنهاية عام 2022 إلى 1,000 طالب وطالبة. وتحتضن الجامعة طلبة من أكثر من 45 جنسية، مانحة لهم الفرصة للاطلاع عن كثب على الهويات الثقافية المختلفة للشعوب، والتي ترسي أساساً متيناً للعيش والعمل في عالم متنوع.
وتمنح الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة الدرجات والمؤهلات العلمية في حقل التعليم العالي، وحظيت الجامعة باعتماد «الرابطة الجنوبية للكليات والمدارس (SACSCOC)» لمنح درجات البكالوريوس والماجستير، وحصلت على الاعتماد الدولي من قبل وكالة ضمان الجودة (QAA)، وهي هيئة جودة التعليم العالي في المملكة المتحدة، ونالت كذلك الاعتماد لجميع برامجها من لجنة الاعتماد الأكاديمي (CAA)، التابعة لوزارة التربية والتعليم.
على خطى الابتكار
وعلى خطى الابتكار والتطور، تقدم الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة تعليماً جامعياً بمستوى أكاديمي عالمي، يعتمد على الخبرة البحثية في العديد من برامج البكالوريوس والدراسات العليا، في تخصصات الأعمال والإدارة، والهندسة، وعلوم الكمبيوتر، والإعلام والتصميم، والتعليم، والتكنولوجيا الحيوية.
وحصلت الجامعة الأمريكية برأس الخيمة على العديد من الاعتمادات لبرامجها، من قبل مؤسسات مرموقة، في ظل التزامها التميز في التعليم، حيث اعتمد مجلس الاعتماد للهندسة والتكنولوجيا (ABET) أغلبية برامج الهندسة الجامعية لديها، ما يؤكد التزامها معايير علمية أكاديمية ومهنية صارمة، وتحظى كلية إدارة الأعمال في الجامعة بالعضوية في AACSB International، جمعية تطوير كليات إدارة الأعمال، في ضوء جهودها الرامية إلى النهوض ببرامج تعليم إدارة الأعمال على مستوى العالم. كما أنها عضو في تحالف تعليم الأعمال.
وينتمي برنامج إدارة الأعمال في العلوم المالية إلى معهد CFA، وهو مؤسسة مرموقة، تؤكد توافق البرنامج مع معايير صناعة الاستثمار العالمية. وحصد كل من برنامج إدارة الأعمال في المحاسبة وبرنامج إدارة الأعمال في العلوم المالية اعتماد جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين (ACCA)، للحصول على مؤهل المحاسب القانوني المعتمد، ويمنح هذا الاعتراف طلبة الجامعة ميزة قيمة في متابعة مسيرتهم المهنية في المحاسبة والمالية. وتُمكّن اتفاقيات الشراكة بين «أمريكية رأس الخيمة»، والمنظمات الإقليمية والدولية الرائدة، طلبتها وخريجيها من اكتساب الخبرة العملية والمعرفة والأدوات المنشودة، لتقديم إسهامات فعالة، كمحترفين في مجالهم، على المستوى العالمي.
مراكز البحث
وتضم الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة مراكز متخصصة في ت عزيز الابتكار والوصول إلى أقصى حد من العمل الجاد، وتشمل مركز AURAK لريادة الأعمال (ACE)، ومركز التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي (ATAIC)، ومركز رأس الخيمة للأبحاث والابتكار (RAKRIC). وهذه المراكز ملتزمة رعاية الأبحاث المتطورة، وتبني الأعمال، والمبادرة في حل المشكلات. ويقدم مركز AURAK للتعليم التنفيذي والمهني (CEPE) ورش عمل وتدريب، لإعداد الأفراد للعمل كقادة ومهنيين ناجحين في مجال تخصصهم. ويعمل المركز مع المنظمات والهيئات الحكومية وأفراد المجتمع لتقديم مجموعة متنوعة من ورش العمل والتدريب.
جامعة طبية
ومن الجامعات المتميزة، التي تحتضنها الإمارة، جامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية، أول جامعة متخصصة بالكامل في الطب وعلومه وتخصصاته المختلفة، والتي بدأت مسيرتها ب22 طالباً فقط، عند تأسيسها، عام 2006، ليصل عدد طلبتها، الذين تقدم لهم التعليم والتدريب، مؤخراً، إلى 1,178 طالباً، ينتمون إلى أكثر من 50 دولة حول العالم.
وحصلت جامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية على تقييم «خمس نجوم» في تصنيف «كيو إس ستارز» العالمي للجامعات، لتصبح بذلك أول جامعة طبية في دولة الإمارات تحصل على هذا التقييم، في إنجاز مهم ونوعي، يضاف إلى سجل الإنجازات الأكاديمية الرائدة، التي حققتها الجامعة، وهو ما يعزز من مكانتها كمؤسسة أكاديمية متميزة في مجال التعليم الطبي والصحي في الإمارات والمنطقة.
جامعة بحثية
ويعمل، حالياً، نحو 956 ممرضاً وممرضة، من خريجي قسم التمريض في جامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية، ضمن القطاع الصحي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويشكل الإماراتيون نحو 32% منهم.
وبموجب مذكرة التفاهم، الموقعة بين الجامعة ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، يحصل طلبة الجامعة على التدريب العملي في منشآت الوزارة بإمارتي رأس الخيمة والفجيرة.
كما تُعد جامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية من الجامعات البحثية المرموقة، حيث نشرت أكثر من 735 مقالاً ودراسة طبية في الدوريات العلمية، المحلية والدولية.
وتضم رأس الخيمة أيضاً «كليات التقنية العليا»، والتي تتألف من كلية رأس الخيمة للطالبات وكلية رأس الخيمة للطلاب، وتوفر لجميع الطلبة برامج دراسية تخصصية متنوعة، منها تكنولوجيا الهندسة والعلوم، وإدارة الأعمال، والاتصال التطبيقي.
107 مدارس
وتحتضن رأس الخيمة 107 مدارس، منها 73 مدرسة حكومية، مقابل 34 مدرسة خاصة. وتقدم تلك المدارس تعليماً عالي الجودة لآلاف الطلبة، بداية من مرحلة رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية. وبجانب المدارس الحكومية، التابعة لوزارة التربية والتعليم، تضم الإمارة 5 مدارس تقدم المنهاج البريطاني، من ضمنها 3 مدارس تابعة لأكاديمية رأس الخيمة، و3 مدارس تقدم المنهاج الأمريكي، وواحدة للبكالوريا الدولية، فضلاً على العديد من المدارس، التي تقدم المناهج الهندية والباكستانية.
أكاديمية رأس الخيمة
ويضم قطاع التعليم المدرسي في الإمارة «أكاديمية رأس الخيمة»، التي تأسست عام 1975، وتشغل حالياً 5 مدارس متميزة، تتوزع عبر الامتداد الجغرافي لرأس الخيمة، فيما تستقبل الأكاديمية أكثر من 3100 طالب وطالبة، من 90 دولة.
وتعد أكاديمية رأس الخيمة إحدى المؤسسات التعليمية الرائدة على مستوى الإمارة والدولة، حيث تقدم من خلال مدارسها الخمس، مستوىً تعليمياً متقدماً وخدماتٍ ذات جودة لافتة، منذ نحو 49 عاماً.
وتقدم إلى الطلبة أيضاً ميزة اختيار مناهج دراسية متنوعة، منها المنهاج البريطاني والبكالوريا الدولية.
كما تقدم مدارس أكاديمية رأس الخيمة، التي تحتضن طلبة مع هذا العدد الكبير من دول العالم، بيئة تعليمية متميزة، تسهم في تحفيزهم وتفوقهم الدراسي وتحقيق أهدافهم، وتساعدهم على المضي قدماً في مسيرتهم الأكاديمية. وتحرص الأكاديمية على استقطاب أفضل الطواقم التدريسية والعناصر التربوية، من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يسهم في تحقيق الطلبة لأفضل النتائج الدراسية على مستوى الإمارة.
وتحتضن رأس الخيمة أيضاً مدرسة «جيمس وستمينستر»، التابعة لمجموعة «جيمس للتعليم»، والتي تقدم خدماتها التعليمية إلى أكثر من 130 ألفاً من الطلبة، ضمن مدارسها المنتشرة عبر الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا وأمريكا الشمالية.
0 تعليق