يعد حساب التكلفة الحقيقية للتداول في سوق فوركس خطوة حاسمة لأي متداول يرغب في زيادة ربحيته. على الرغم من أنه قد يبدو للوهلة الأولى أن العامل الوحيد المهم هو الفرق بين سعر الشراء والبيع ، إلا أن الواقع أكثر تعقيدا. التكاليف المرتبطة بتداول العملات الأجنبية، مثل فروق الأسعار والعمولات والمقايضات، يمكن أن تقلل الأرباح بشكل كبير، أو حتى تحول التجارة المربحة إلى خسارة.

السبريد ، على وجه الخصوص ، هو عامل رئيسي يؤثر بشكل مباشر على كل صفقة. يشير هذا المصطلح إلى الفرق بين سعر الشراء (الطلب) والبيع (العرض) لزوج العملات. بينما يركز العديد من المتداولين فقط على اتجاه السوق ، فإن حساب السبريد والتكاليف الأخرى بدقة أمر ضروري لفهم التأثير الكامل للتداول على أرباحك النهائية. تجاهل هذه التكاليف قد يتركك أمام مفاجآت غير سارة، خاصة إذا كنت تتداول بوتيرة عالية أو في أسواق ذات فروق أسعار عالية.

المكونات الرئيسية لتكلفة تجارة الفوركس

يتطلب حساب التكلفة الحقيقية لتجارة الفوركس تحليل المكونات المختلفة التي تؤثر بشكل مباشر على الربحية. هذه التكاليف ليست واضحة دائما للعين المجردة ، لكنها تؤثر بشكل كبير على نتيجة كل عملية. أدناه ، قمنا بتفصيل العوامل الرئيسية التي تحتاج إلى أخذها في الاعتبار للحصول على رؤية واضحة للتكاليف الإجمالية المرتبطة بتداولك.

السبريد: ما هو السبريد وكيف يؤثر على كل صفقة

يعد اسبريد أحد أهم التكاليف في الفوركس، ويشير إلى الفرق بين سعر الشراء (الطلب) والبيع (العرض) لزوج العملات. هذا الاختلاف هو ما يكسبه الوسطاء لتسهيل التجارة. في جوهره ، يمثل السبريد التكلفة الأولية لأي صفقة ، لأنه عندما تفتح مركزا ، فإنه يبدأ بشكل سلبي بسبب الفرق بين السعر الذي يتم شراؤه به والذي يمكن بيعه به على الفور.

هناك نوعان من السبريد: ثابت ومتغير. لا تتغير فروق الأسعار الثابتة بغض النظر عن ظروف السوق ، في حين أن فروق الأسعار المتغيرة يمكن أن تتقلب اعتمادا على التقلبات والسيولة. فروق الأسعار المتغيرة شائعة في أوقات التقلبات العالية ، كما هو الحال أثناء إصدار الأخبار الاقتصادية المهمة.

على سبيل المثال ، إذا كنت تتداول زوجا مثل EUR / USD وكان السبريد 2 ، فستدفع هاتين النقطتين في الوقت الذي تفتح فيه الصفقة. أي أنك تحتاج إلى تحرك السعر بمقدار نقطتين على الأقل لصالحك لتغطية تكلفة السبريد قبل البدء في جني الأرباح.

العمولات: ما هي ومتى تنطبق؟

بالإضافة إلى السبريد ، يتقاضى بعض الوسطاء أيضا عمولات لتنفيذ الصفقات. عادة ما تكون هذه العمولات ثابتة لكل لوت يتم تداوله وهي مستقلة عن السبريد. الوسطاء الذين يقدمون فروق أسعار منخفضة جدًا أو حتى فروق أسعار صفرية غالبًا ما يستخدمون العمولات للتعويض عن نقص الأرباح التي يحققونها من خلال السبريد.

على سبيل المثال ، قد يقدم الوسيط سبريد قدره 0.1 نقطة على EUR / USD ، لكنه يتقاضى عمولة قدرها 5 دولارات لكل لوت يتم تداوله. على الرغم من أن السبريد يبدو جذابا ، إلا أن العمولة تزيد من التكلفة الإجمالية للتداول. من المهم أن تضع ذلك في الاعتبار عند اختيار وسيط وحساب التأثير الإجمالي على تداولاتك.

المقايضات أو أسعار الفائدة: تأثير الاحتفاظ بالمراكز المفتوحة بين عشية وضحاها

التكلفة الأخرى ذات الصلة هي المقايضة ، والمعروفة أيضا باسم سعر الفائدة بين عشية وضحاها أو التمديد. تنطبق هذه التكلفة عندما تحتفظ بمركز مفتوح بعد إغلاق السوق ، وتعتمد على أسعار الفائدة للعملات التي تتداول بها. إذا اشتريت عملة بسعر فائدة أعلى وقمت ببيع عملة بسعر فائدة أقل ، فقد تكسب فائدة يومية صغيرة. ومع ذلك ، إذا تم عكس الأسعار ، فقد تدفع المقايضة ، مما قد يؤثر على ربحية تداولاتك على المدى الطويل.

يمكن أن تكون المقايضة إيجابية أو سلبية ، اعتمادا على العملات المعنية واتجاه التجارة. على سبيل المثال ، إذا اشتريت AUD / USD وكانت أسعار الفائدة على الدولار الأسترالي أعلى من الدولار الأمريكي ، فقد تتلقى فائدة يومية لإبقاء الصفقة مفتوحة. ولكن إذا حدث العكس ، فستدفع مقايضة سلبية.

كيفية تقليل تكاليف تداول العملات الأجنبية

الآن بعد أن فهمنا كيفية حساب تكاليف تجارة الفوركس ، من المهم إيجاد و استكشاف طرق لتقليلها. يعد تقليل التكاليف جزءا أساسيا من أي استراتيجية تداول ناجحة ، حيث أن كل دولار توفره على فروق الأسعار والعمولات والمقايضات يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في عائدك الإجمالي.

اختيار الوسيط المناسب

إحدى أهم الخطوات لتقليل التكاليف في الفوركس هي اختيار الوسيط المناسب. لا يقدم جميع الوسطاء نفس شروط التداول ، لذلك من الضروري مقارنة عروضهم من حيث فروق الأسعار والعمولات والمقايضات.

يقدم بعض الوسطاء فروق أسعار أقل ولكنهم يتقاضون عمولات ، بينما قد يقدم البعض الآخر فروق أسعار أوسع بدون فرض عمولات. اعتمادا على أسلوب التداول الخاص بك ، قد يكون من الأفضل اختيار وسيط بفروق أسعار أكثر تشددا إذا كنت تتداول على المدى القصير أو تقوم بصفقات متكررة. إذا كنت تفضل إبقاء المراكز مفتوحة لعدة أيام ، فقد ترغب في وسيط ذو مقايضات منخفضة أو مقايضات إيجابية.

استراتيجيات لتقليل تأثير الانتشار

يمكن أن يكون السبريد عبئا كبيرا و مرهقًا للغاية ، خاصة بالنسبة للمتداولين الذين يتداولون بشكل متكرر أو في أزواج عملات أقل سيولة. فيما يلي بعض الاستراتيجيات لتقليل تأثير السبريد على تداولاتك:

تداول خلال ساعات السيولة الأكبر: عادة ما تكون فروق الأسعار أقل عندما يكون السوق أكثر سيولة ، أي عندما يكون هناك مشاركون أكثر نشاطا. يحدث هذا عادة خلال جلسات لندن ونيويورك. يمكن أن يساعدك التداول في هذا الوقت على تقليل السبريد.

اختر أزواج العملات ذات فروق الأسعار المنخفضة: تميل بعض أزواج العملات الرئيسية ، مثل EUR / USD أو USD / JPY ، إلى الحصول على فروق أسعار أقل مقارنة بأزواج أقل سيولة. إذا كنت تتطلع إلى تقليل التكاليف ، فمن الأفضل التركيز على هذه الأزواج.

تجنب التداول خلال الإعلانات الاقتصادية الهامة: خلال الأحداث شديدة التقلب، مثل إعلانات السياسة النقدية أو الأرقام الاقتصادية الرئيسية، تكون فروق الأسعار واسعة بشكل عام. إذا كنت لا تخطط للتداول بناءً على هذه الأخبار، فمن الأفضل تجنب هذه الأوقات وتجنب دفع فروق أسعار مرتفعة.