صناعة القائد! المعوقات والحلول

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صناعة القائد! المعوقات والحلول, اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 12:35 مساءً

القيادة غير مكتسبة ومكتسبة، وصحيح أن الإنسان يولد وفيه صفات قيادية، ولكن لا شك بأن للبيئة السليمة دورها الكبير في تعزيز سمات القيادة الفطرية لديه، وتصحيح بعضها، ووضع البعض الآخر منها على الطريق الصحيح، وهكذا يتطلب تحسين القدرات القيادية بيئة مساعدة، ونموا فكريا لا بد أنه في نهاية المطاف سيشكل رافعة حقيقية لتلك السمات القيادية، جنبا إلى جنب مع تجارب ثرية وغنية وذات قيمة ومردود يلبي حاجات مجال القيادة الذي يعمل فيه القائد.

والقدرات القيادية تتطلب فهما حقيقيا للواقع وللحياة، وإدراكا عميقا لمفاهيم التعايش والتواصل بين البشر، جنبا إلى جنب مع حاجة القائد لفهم الآخر، وفهم حاجاته، ونوازعه، واحترام تنوع صفات البشر، واتجاهاتهم، وإدراك أهمية التكامل الاجتماعي كمنظومة واحدة تعمل جنبا إلى جنب ولا يمكن لها أن تواجه التحديات إلا بروح الفريق الواحد.

يعد الفشل في فهم كل هذه القيم الإدراكية الاجتماعي منها والتنظيمي حجر عثرة كبيرا على طريق تنمية القدرات القيادية، فالقائد ليس شخصا عاديا، وإنما هو تمثيل لروح تسعى للإبداع وللإنجاز، ويدرك رجلا كان أو امرأة أن أبجديات القيادة تقوم على أسس احترام قيمة الإنسان، فلا قائد من دون سياق تفكير أساسه إنساني، وهذه القيمة لا يمكن صناعتها إلا عبر فهم جميع هذه الاعتبارات والمعايير، وفهم أبعادها وأدوار كل طرف من أطراف الدور الاجتماعي أو المؤسسي فيها، وهو ما يعني حتمية وجود عمق فكري لدى القائد لا يمكن تكوينه من خلال العلوم المقروءة فقط، وإنما هو بالدرجة الأكبر نتاج امتلاك القائد لعقل تحليلي واستراتيجي ينطلق منه نحو رسم صور لحقائق الحياة تقوم على استنتاجات وإدراكات تحليلية لا معلوماتية مجردة.

انطلاقا من أهمية الدور المعرفي في صناعة القائد، يمكن أن نتلمس الكثير من معالم الطريق الواضحة ونحن نسير نحو اتجاهات التأصيل لصناعة مهمة لها هذه القيمة العالية في مسيرة المجتمعات والمؤسسات، ولها الأثر البالغ في تحسين الناتج المعرفي العام، وتطوير جودة الأعمال والإنتاج ككل على جميع الأصعدة والمستويات، ولذا فإن إهمال جانب من جوانب هذه الصناعة الحساسة يضر بالضرورة ليس فقط بالنتائج، وإنما قد يقود إلى صناعة قيادات ضعيفة لا تمتلك الممكنات القيادية الأكثر نضجا ورؤية، أو الأكثر قدرة على إحداث التغيير النوعي المطلوب داخل المجتمع أو المنظومة المؤسسية. ويعد استلهام التجارب الناجحة في بناء القيادات عبر التاريخ البشرية أيضا رافعة فكرية بالغة الأهمية لا غنى عنها في مسيرة صناعة القادة.

hananabid10@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق