نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الدراجات النارية: توصيل الطلبات بنكهة الرجوع للخلف!, اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 12:35 مساءً
نعم، إنها الدراجات النارية الخاصة بتوصيل الطلبات، لم ينجح منها أحد، والسبب: لم ولن يستخدم المواطنون الدراجات النارية خلال العشر سنوات القادمة، ولو حتى جاءتهم الدراجة مغلفة بفيونكة حمراء ومعها بطاقة شكر من رئيس شركة التوصيل! ببساطة، لأن الشاب السعودي لا يرى في الدراجة النارية سوى وسيلة للتمتع بنسيم البحر في الكورنيش، وليس لسباق ماراثوني في توصيل البيتزا بين الزحام.
معظم من يستخدم هذه الدراجات النارية جاء إليها تحت وطأة إغراءات الوظيفة، وكأنهم حصلوا على "فيزة عمل في الخليج" فبينما كنا نظن أن توصيل الطلبات وظيفة بسيطة، اتضح أنها عملية استعراض لمهارات التشويق والإثارة.
وهؤلاء السائقون، يا سادة، إذا كانوا قد جاؤوا بخبراتهم، فتلك الخبرات تخص شوارع بحجم الممرات، بالكاد تتسع لشخص ودراجة وأحيانا دجاجة عابرة! نعم، فالشوارع هناك ضيقة، والسيارات تحشرك حشرا، أما الدراجات النارية فمنتشرة كما ينتشر "الواي فاي" في المقاهي عندنا.
وأما السلامة المرورية مع هذه الدراجات النارية؟ فهي مفهوم فضائي غامض بالنسبة لهم، أقرب لفكرة "الفولاذ المقاوم للرصاص". لا يسألون "هل ألتزم بقواعد المرور؟" بل يسألون "كيف أتجاوز السيارة القادمة دون أن أنظر؟" لأن السرعة والخطر جزء من اللعبة، كما لو أننا نشاهد سباق "الفورمولا واحد" بنسخة دراجات نارية لتوصيل الشاورما!
في الوقت الذي تتشدد فيه السعودية في الالتزام بالأنظمة المرورية، هناك من يعتقد – من عمالة التوصيل - أن الالتزام بالقواعد هو مجرد خيار مثل الصوص الإضافي على البرغر. هؤلاء الأبطال يسابقون الزمن ويتفادون السيارات بحركات بهلوانية قد تجعل مدربي السيرك يشعرون بالغيرة.
في الحقيقة، أعتقد أن شعارهم هو "افعل كل شيء، المهم أن توصل الطلب حتى ولو كنت ميتا!
أبناؤنا لديهم سيارات، وماذا ينقصهم؟! كلهم نجوم توصيل محتملون، وجاهزون لخوض مغامرة تسليم البيتزا والبرغر بكل ثقة خلف المقود. فلماذا هذا الإصرار العجيب على الدراجات النارية، التي يبدو أنها تؤدي دورا بطوليا في العمل عكس السعودة بكل احترافية؟!
السماح للدراجات النارية في توصيل الطلبات يحتاج إلى خطة دقيقة، وربما مؤتمر عالمي يجمع الرؤساء التنفيذيين لشركات التوصيل مع قائدي الدراجات النارية المتهورين، لأنه يبدو أن قيادة هذه الدراجات أصبحت رياضة خطيرة تتطلب احترافية، أكثر من احترافية السيرك نفسه! اشتراطات السلامة يجب أن تكون أشبه بتدريب سلاحف "النينجا"، لأننا نتحدث عن سائقي دراجات يتفادون السيارات والشاحنات والمارة كأنهم يلعبون لعبة "فيديو جيم"، وكل ذلك بينما يمسكون بطبق بيتزا ويتحدثون مع العميل على الهاتف.
بكل جدية، السماح بالدراجات في توصيل الطلبات دون تدريب وضوابط هو مثل محاولة إقناعنا بأن العودة إلى استخدام للسراج والفوانيس بدلا من الكهرباء سيجعلنا أكثر تقدما.
Halemalbaarrak@
0 تعليق