نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سقط الرداء, اليوم الأحد 20 أكتوبر 2024 02:20 صباحاً
حقا هي محرقة نشاهدها يوميا وعلى الهواء، وما أصعب ما نشاهد، وليس لكل إنسان سويّ إلا أن يبرأ إلى الله منها، وبخاصة وقد أصبح واضحا عجز كل منظومات العالم القانونية والسياسية والأخلاقية عن وقف هذا الصلف الإسرائيلي، ومنع نتنياهو وفريقه الحكومي عن مواصلة عربدتهم التي لا رادع لها، والتي بموجبها يرتكبون كل المجازر الإنسانية بحجة الدفاع عن النفس، في ظل تأييد غربي محموم، وموقف عالمي مشتت.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما مدى الخريطة التي يُزمع الإسرائيليون التمدد فيها حاليا؟ هل سيكتفون بإبادة المجتمع المدني في غزة، وتدمير جنوب لبنان مع توسيع نفوذهم إلى نهر الليطاني إن لم يصلوا بيروت ذاتها؟ أم لديهم مخطط أوسع، ولا سيما أن عديدا من قيادات الحكومة الحالية قد أعلنوا عن رؤيتهم لإقامة مملكة إسرائيل الكبرى والتي تشمل مساحة واسعة في المنطقة العربية؟
هذا هو المرتكز الذي يجب أن يكون عليه أي نقاش سياسي بين الدول العربية والمجتمع الغربي الداعم لإسرائيل، وهو المنطلق الذي من خلاله يتم حشد الرأي العالمي للضغط على حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة لوقف كل أعمال إرهابها المؤسسي، وإعادتها إلى واقعها السياسي الذي يفرض عليها القبول بإجراءات سلمية وفق ما ينص عليه القرار الأممي والمبادرة العربية للسلام.
إن العالم اليوم بمنظماته الدولية والإقليمية، وهيئاته العدلية والقانونية، ومؤسساته الحقوقية والإنسانية، أمام مرحلة فاصلة للحفاظ على ما تبقى من رداء، وما بقي من قيم أخلاقية وأسس قانونية ومصالح سياسية، فإما أن يلتئم ويقول لنتنياهو وحكومته كفى قتلا وذبحا وحرقا وتدميرا، وإلا لن يكون لأي منظمة أي دور حقيقي حاضرا ومستقبلا، وهو ما ينذر بشرر عالمي خطير، وأثره سيكون وخيما على العالم بأسره.
في هذا السياق تحضرني أبيات دقيقة في مضمونها ومعناها للأديب الشاعر معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة، الذي شخص واقع الحال وما يقوم به الجيش الإسرائيلي من مجازر في ظل صمت عالمي مخيف، حيث قال:
عربد كما تهوى انتشاء
اقصف مروءتنا وباقي الكبرياء
الأرض ملكك والفضاء
لا درع صدّك أو حياء
هيا نلملم ما تبقى من رداء
وأظنه سقط الرداء
0 تعليق