شددت الأمم المتحدة، أمس الاثنين، على الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار في كل من لبنان وغزة لمنع اندلاع نزاع إقليمي أوسع تكون له انعكاسات على العالم بأسره، بينما حذر الأردن من حرب إقليمية ستكون كلفتها كبيرة على الجميع، في وقت ندد الاتحاد الأوروبي باستهداف قوات إسرائيلية جنود قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل»، وأكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن «اليونيفيل» لن تنسحب من جنوب لبنان، داعياً بقية دول الاتحاد إلى تعليق اتفاقية التجارة مع إسرائيل، وذلك بالتزامن مع تأكيد وزير الدفاع الأمريكي لنظيره الإسرائيلي ضرورة ضمان سلامة قوة حفظ السلام في لبنان.
قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن «وقفاً لإطلاق النار مدعوماً بعملية سلام ذات معنى.. هو الطريقة الوحيدة لكسر دوامة العنف والكراهية والمعاناة». وشدد في مستهل الاجتماع السنوي للجنة التنفيذية التابعة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين على أن وقف إطلاق النار وحده قادر على منع اندلاع حرب إقليمية كبيرة تحمل تداعيات عالمية. وقال غراندي «لعلكم رأيتم الصور وسمعتم الأرقام، مئات آلاف النازحين داخل لبنان يسعون إلى فترة استراحة من الضربات الجوية الإسرائيلية». وأضاف «مرة أخرى، بات التمييز بين المدنيين والمقاتلين أمراً لا معنى له تقريباً». وندد غراندي الذي عاد للتو من لبنان وسوريا، بالهجمات التي تؤثر على العاملين في مجال الإغاثة.
وأشار إلى موظفَين في المفوضية قتلا بضربة إسرائيلية على لبنان الشهر الماضي وإلى 226 موظفاً في الأونروا قتلوا في غزة خلال العام الأخير.
وقال «لا يمكننا القبول باعتبار حياة العاملين في المجال الإنساني مجرّد أضرار جانبية أو الأسوأ تصويرهم على أنهم مذنبون أو متواطئون».
ولفت غراندي على وجه الخصوص إلى معاناة اللاجئين السوريين الذين هربوا من الحرب الأهلية في بلادهم ولجأوا إلى لبنان ليجدوا أنفسهم مضطرين للفرار مرة أخرى.
ومن جهته، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، أمس الاثنين في عمان من أن استمرار الحرب وتوسعها في لبنان سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي، إن الملك عبد الله حذر من استمرار وتوسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية ستكون كلفتها كبيرة على الجميع، مؤكداً أن بلاده تبذل أقصى الجهود.. لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان. وشدد الملك على دعم الأردن للبنان وسيادته، مؤكداً الاستعداد لتقديم مزيد من المساعدات «للأشقاء اللبنانيين، للتخفيف من معاناتهم».
وبدوره، قدر ميقاتي دعم الأردن للبنان «في كل المراحل، لا سيما الجهود التي يبذلها لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وشعبه» خصوصاً ما يقدمه عبر الجسر الجوي بين عمان وبيروت لإغاثة النازحين.
من جهة أخرى، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان نيابة عن الاتحاد الأوروبي، إن التكتل يندد بجميع الهجمات على بعثات الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن «مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تشكل انتهاكاً خطراً للقانون الدولي وهي غير مقبولة على الإطلاق. يجب أن تتوقف هذه الهجمات على الفور».
وأضاف «يندد الاتحاد الأوروبي بجميع الهجمات ضد بعثات الأمم المتحدة». وتابع «يعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ بشكل خاص إزاء الهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية ضد قوات اليونيفيل، والتي أسفرت عن إصابة العديد من أفراد قوات حفظ السلام». وقال بوريل إن «العديد من الأعضاء الأوروبيين يشاركون في هذه المهمة... عملهم مهم للغاية»، في إشارة الى أربع دول تساهم في هذه القوة هي إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وإيرلندا.
ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لن تنسحب من جنوب البلاد، منتقداً نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي دعا الأحد إلى إبعادها «عن الخطر فوراً». وقال سانشيز خلال منتدى في برشلونة نظمته مجموعة بريسا الإعلامية «نحن ندين، وسنواصل إدانة التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء نتنياهو الأحد، بكل حزم». وحث سانشيز بقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الاستجابة لطلب إسبانيا وإيرلندا بتعليق اتفاقية التجارة الحرة بين التكتل وإسرائيل بسبب ما تقوم به في غزة ولبنان.
ومن جانبها، رفضت فرنسا مطالبة نتنياهو بانسحاب «اليونيفيل» من مواقعها في لبنان. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية «حماية قوات حفظ السلام واجب على جميع الأطراف».
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الوزير لويد أوستن أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الأحد على أهمية اتخاذ إسرائيل كل التدابير اللازمة لضمان سلامة وأمن قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان والجيش اللبناني. وفي المكالمة أكد أوستن أيضاً على الحاجة إلى التحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى المسار الدبلوماسي لتوفير الأمن للمدنيين في أقرب وقت ممكن.
(وكالات)
0 تعليق