قصف الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، مدرسة تؤوي نازحين ومعدة لتقديم المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، بالتوازي مع تواصل عمليات الهدم والقصف الكثيف لمنطقة جباليا، حيث تجري سلسلة من الجرائم ضد الإنسانية، بينما حذر المفوض العام لوكالة «الأونروا»، فيليب لازاريني من أن غزة لا تتحمل خسارة جيل كامل للتعليم على مدى عامين.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس الاثنين، أن القوات الإسرائيلية قصفت مدرسة تابعة لها في مخيم النصيرات بقطاع غزة تؤوي عدداً كبيراً من النازحين.
وأشارت «الأونروا»، في بيانها الذي نشرته عبر منصة «إكس»، إلى أنه كان من المقرر استخدام المدرسة المستهدفة كموقع للتطعيم ضد شلل الأطفال، ونتيجة للقصف الإسرائيلي للمدرسة اضطرت لإلغاء الحملة بسبب الأضرار الجسيمة.
وأفادت «الأونروا» بأن الغارة الإسرائيلية تسببت في إحراق خيام النازحين بينما كانوا نياماً وجعلتهم يعيشون ليلة من الرعب، لافتة إلى أن التقارير تفيد بمقتل أكثر من 20 شخصاً في هذه الهجمات المروعة.
وأفادت مصادر طبية فجر أمس بمقتل وإصابة عدد كبير من الفلسطينيين النازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى عقب استهداف الجيش الإسرائيلي الخيام التي يقطنونها.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة «المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالضغط على الاحتلال لوقف هذه المحرقة التي تأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين والنازحين في قطاع غزة».
وتأتي هذه المجازر الجديدة مع بدء قوات الاحتلال تنفيذ خطة جديدة لتهجير أهالي شمالي قطاع غزة نحو جنوبه، عقب توزيع أوامر إخلاء عاجلة لكافة مناطق وأحياء شمال قطاع غزة.
وفي مخيم جباليا، المحاصر في شمال القطاع لليوم العاشر أمس، انتشلت فرق الدفاع المدني عشرات القتلى بعد استهدافات متعددة من بينها قصف مركز لتوزيع المساعدات في المخيم.
وفي اليوم 376 للحرب، أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بأن 42289 شخصاً قتلوا في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام على القطاع. وتشمل الحصيلة 62 شخصاً على الأقل قتلوا بين يومي الأحد والاثنين، وفق الوزارة التي أشارت إلى إصابة 98684 شخصاً بجروح في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
في الأثناء، قال المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، إن أكثر من 650 ألف طفل في غزة خارج المدرسة ويعيشون بين الأنقاض، مشدداً على أن القطاع لا يستطيع تحمل عبء خسارة جيل كامل للتعليم على مدى عامين.
وشدد لازاريني، خلال تسلمه مبلغ مليوني دولار من السفارة السعودية في عمّان دعماً للوكالة، على أن قطاع غزة «لا يستطيع أن يتحمل خسارة جيل كامل للتعليم على مدى عامين متتاليين، ولهذا السبب استأنفت الوكالة بعض البرامج التعليمية إلى جانب عملياتها المنقذة للحياة».
ولفت لازاريني إلى أن غزة بعد عام من «المعاناة العميقة والخسارة، أصبحت مكاناً لا يمكن التعرف عليه تمامًا ومقبرة لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، كثير منهم من الأطفال».
وأضاف أن التجاهل الصارخ للقانون الإنساني الدولي والانهيار شبه الكامل للنظام المدني يشلان الاستجابة الإنسانية في غزة، حيث إنّ «بحرًا من الأنقاض حل محل الشوارع السابقة، حيث تشرد الآن جميع السكان تقريبًا».
(وكالات)
0 تعليق