أعربت دولة الإمارات عن إدانتها لعملية الدهس الإجرامية، التي وقعت في سوق في بلدة ماغدبورغ الألمانية، والتي أدت إلى مقتل وإصابة عشرات من الأشخاص الأبرياء.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف التي تستهدف الآمنين وتؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار.
كما عبرت عن خالص تعازيها ومواساتها إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية وشعبها الصديق، ولأهالي وذوي الضحايا جراء هذا العمل المستهجن، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
وأدان مجلس حكماء المسلمين، برئاسة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حادث الدهس المروِّع.
وأكد في بيان رفضه القاطع لمثل هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف ترويع المدنيين الأبرياء، وتتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة وكافة الأديان والشرائع السماوية والمواثيق والأعراف الدولية.
وأعلنت السلطات الألمانية، أمس السبت، أنّ حصيلة عملية الدهس التي نفّذها سائق سيارة ارتفعت إلى خمسة قتلى وأكثر من 200 جريح، وقال رئيس وزراء ولاية ساكسونيا انهالت الألمانية راينر هاسيلوف: إنّ حصيلة الهجوم ارتفعت إلى خمسة قتلى وأكثر من 200 جريح.
وأثارت العملية جدلاً حاداً حول قضايا الهجرة والأمن، وأشعلت موجة إدانات دولية واسعة، ما دفع المستشار الألماني أولاف شولتس إلى زيارة موقع الحادث، ودعا مواطنيه إلى التكاتف والوحدة في مواجهة هذه «الكارثة الرهيبة»، مشدداً على أهمية التضامن الوطني في هذه اللحظة العصيبة. وألقت الشرطة القبض على المهاجم، في مكان الحادث، بجوار السيارة التي دهست الحشد، مخلّفة وراءها أضراراً جسيمة وضحايا ودماء.
وتعهّد شولتس الذي انضم إليه عدد من السياسيين، بأن تردّ ألمانيا «بكل قوة القانون على الهجوم الرهيب».
وقال المستشار الذي ينتمي إلى يسار الوسط: «إنّه من المهم أن نبقى معاً كبلد، أن نلتصق ببعضنا البعض، وألا تكون الكراهية هي التي تحدّد تعايشنا ولكن حقيقة أنّنا مجتمع يسعى إلى مستقبل أفضل».
وعبّر شولتس عن امتنانه لمشاعر «التضامن، من قبل العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم»، مضيفاً «من الجيّد أن نسمع أنّنا كألمان لسنا وحدنا في مواجهة هذه الكارثة الرهيبة».
من جهتها، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر وخلال مرافقتها المستشار أولاف سولتس لتفقّد موقع الكارثة سأل صحفيون الوزيرة عن دوافع المهاجم المفترض الذي أوقفته الشرطة إثر الهجوم، فأجابت إنّ «الأمر الوحيد» الذي يمكنها تأكيده حاليا «هو أنّه معادٍ للإسلام» وذلك استناداً إلى المواقف التي عبّر عنها.
وذكرت صحيفة «بيلد» أنّ اختبار مخدّرات أولي أُجري للمهاجم ثبُت أنّه إيجابي وأظهر مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة سيارة «بي إم دبليو» سوداء اللون تسير بسرعة عالية مباشرة عبر حشد من الناس وسط الأكشاك في سوق عيد الميلاد.
وأوضح متحدث باسم شرطة ماغدبورغ أن السيارة اصطدمت بالحشد «لمسافة 400 متر على الأقل في سوق عيد الميلاد».
وسارع اليمين المتطرف، في ألمانيا وخارجها، إلى التعليق على الهجوم، في ظل جدل يدور في البلاد حول الأمن واستقبال المهاجرين، وسألت الرئيسة المشاركة لحزب «البديل من أجل ألمانيا» أليس فايدل عبر منصة إكس «متى سينتهي هذا الجنون؟»، ويحل حزبها ثانياً في استطلاعات الانتخابات التي ستجرى في 23 شباط/فبراير.
من جانبه، حذّر المسؤول في الحزب الديمقراطي الاجتماعي ديرك فايسي أمس السبت من استخلاص استنتاجات متسرّعة، وقال «يبدو أنّ الأمور هنا مختلفة»، مضيفاً: إنّ ملف المشتبه به يشير إليه كمتعاطف مع حزب البديل من أجل ألمانيا ومع إيلون ماسك، الثري الأمريكي مالك منصة إكس.
وأعربت عواصم عدة عن «صدمتها»، بينها روما ومدريد وواشنطن، وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أن الولايات المتحدة «مصدومة وحزينة» بسبب الهجوم، مؤكداً أن واشنطن مستعدة «لتقديم المساعدة».
وندّد الرئيس الأمريكي جو بايدن بعملية الدهس، واصفاً الهجوم بأنه «خسيس»، مشيراً إلى أن واشنطن على تواصل مع السلطات الألمانية، كما عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن «صدمته العميقة» جرّاء الهجوم، وقال عبر منصة «إكس»: فرنسا تشاطر الشعب الألماني حزنه، كما أعربت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني عن«صدمتها العميقة» من هذا الهجوم «الوحشي».(وكالات)
0 تعليق