نوبل والثقافة الكورية

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نوبل والثقافة الكورية, اليوم الاثنين 14 أكتوبر 2024 08:18 صباحاً

ذهبت جائزة نوبل للأدب هذا العام للروائية الكورية الجنوبية هان كانج، وعند إعلان اسم الفائزة ذكر رئيس لجنة نوبل أندرسن أولسون أن تعاطف هان مع البسطاء والنساء في كثير من الأحيان يعكس لنا مدى تمتع هذه الروائية بالوعي الإنساني الراقي، هذا الوعي الفريد هو الذي أوصلها إلى الجائزة، وتعد هان كانغ أول كورية جنوبية وأول امرأة آسيوية تفوز بنوبل للأدب، وهي المرأة الثامنة عشرة التي تحصل على هذه الجائزة، وكانت الكاتبة السويدية سلمى لاغرلوف أول امرأة قد فازت بالجائزة عام 1909م، وقد تم تحويل روايتين من أعمالها إلى فيلمين، وهما (رواية النباتية) في 2009م، و(رواية الندوب) في 2011م.

كوريا الجنوبية دولة متقدمة جدا في مجالات التكنولوجيا والصناعات الوطنية ولديها اقتصاد قوي عالميا، بيد أنها في العقدين الأخيرين أولت حكوماتها اهتماما بالغا في الشأن الثقافي، واعتبرت هذا الأمر قوة ناعمة لها، وللحق فقد نجحت سيؤول نجاحا بارزا حين تمكنت في تسويق ثقافتها الكورية تجاه الثقافات البشرية الأخرى، فمثلا نجحت الفرق الغنائية الاستعراضية كفرقة BTS في جذب انتباه الشباب حول العالم، كما برعت كوريا الجنوبية في صناعة دراما سينمائية متميزة باتت منافسة للهند والمكسيك وتركيا بصورة رائعة جدا، الثقافة الكورية الجنوبية لم تعد غائبة عن حضور المشهد العالمي وقد توجت الآن بجائزة نوبل.

تبلغ السيدة هان 53 عاما من العمر، وهي ابنة الكاتب الكوري المعروف سونج ون، وتعتبر روايتها (النباتية) من أهم أعمالها الأدبية والتي حصلت في 2016م على جائزة مان بوكر العالمية، كما أن روايتها (الكتاب الأبيض) وصلت للقائمة القصيرة للجائزة نفسها في 2018م، كما حلت روايتها ضمن قائمة أفضل 100 رواية في القرن 21 حسب مجلة نيويورك تايمز الأمريكية، وبالتالي فهذه السيرة الإبداعية تعكس مدى استحقاق السيدة هان كانج لهذه الجائزة العالمية، لكن السؤال الذي يثار من الجانب الآخر حول علاقة الفكر الغربي بهذه الجائزة الدولية، لماذا تذهب الجائزة في أغلب الأحوال إلى الغرب أو حلفائه؟ فمثلا الثقافة الصينية لديها زخم هائل من الأدباء المبدعين الذين يستحقون الجائزة ورغم ذلك لم تذهب تجاه بكين بجنسيتها الخالصة إلا مرة واحدة في 2012م حينما منحت للروائي مو يان، والأمر نفسه يقال عن الثقافة العربية التي تزخر بالعديد من المبدعين الكبار الذين يستحقون الجائزة، ورغم ذلك لم تذهب لهم إلا مرة واحدة في 1988م حينما منحت للأديب الراحل نجيب محفوظ.

خاتمة القول.. مفهوم الصناعة لم يعد يقتصر على الصناعات التقليدية فقط، العالم اليوم يتنافس حول صناعة الثقافة وخلق القوة الناعمة، والتجربة الكورية الجنوبية تفوقت عالميا في هذا الجانب، ويأتي فوز الروائية هان كانج تتويجا لهذا التفوق الصناعي الثقافي.

albakry1814@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق