المؤلف والسيمياء

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المؤلف والسيمياء, اليوم الاثنين 14 أكتوبر 2024 08:18 صباحاً

السّيمَاء والسيمياء لفظان مترادفان بمعنى العلامة والإشارة الدالة على معنى محدد عند فاعلها؛ لربط تواصل ما، فهي إشارة للتخاطب بين طرفين أو أكثر بطريقة قائمة على المؤكد، إضافة إلى أنها عبارة عن تساؤلات حول المعنى، ويمكن وصفها أيضا بأنها دراسة للسلوك البشري إذا أمكن وصفه بأنه حالة ثقافية؛ لأن السلوك لا يمكن أن يكون دالا إلا إذا كان وراءه قصد ما.

نشأ علم السيمياء عند الغربيين في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وترجع هذه النشأة إلى أوروبا وأمريكا، على يد كل من (فرديناند دي سوسير) العالم اللغوي السويسري الذي يعد أول من درس مدلول العلامات (الإشارات) دراسة منظمة في محاضراته الصادرة في عام 1916 ميلادية، حين تحدث عن اللغة بوصفها نظاما من العلامات التي تعبر عن الأفكار، يعني بثنائية اللغة (الدال والمدلول). ويفضل الأوربيون مفردة (السيميولوجيا) التزاما منهم بالتسمية السويسرية.

وظلت بنشأتها السويسرية إلى أن أصبحت علما مستقلا بفضل (تشارلز ساندرز بيرس) الفيلسوف الأمريكي، وتعني عنده علم العلامات والأنساق الدلالية بأشكالها كافة، وتهدف إلى الإبلاغ والتواصل من خلال ربط الدال بالمدلول والوظيفة القصدية.

أما السيميائية عند العرب تعد من المصطلحات التي لا يبعد مفهومها الاصطلاحي عن اللغوي كثيرا، وبذلك فهي علم دراسة العلامات.

ويكمن غرض السيمياء في تركيب الصورة من خلال شكلها وبنيتها الداخلية والجمالية واستخدام الأشكال وعمق الصورة.

وفي العصر الحديث استقلت السيميائية بموضوعها، وأضحى لها اتجاهات عدة، وثمة اختلاف بين اتجاهات السيميائية وبين القصدية في العلامة، فهناك اتجاه يؤكد الطبيعة التواصلية للعلامة؛ دال مع مدلول وقصد يساوي علامة، وآخر يركز على الجانب التأويلي للعلامة؛ أي من حيث قابليتها للتأويل الدلالي بالنسبة للمتلقي؛ فتصبح دال وتأويل (من قبل المتلقي) يساوي علامة.

يتمثل موضوع بحث السيميائيين في المحتوى انطلاقا من العلاقة السردية للعلامة اللسانية (دال ومدلول) أي اهتمام بالمعنى أو الدلالة، وإذا كان السيميائيون يشتغلون بالمحتوى بوصفه المادة التي يشتغل عليها تحليل الخطاب، فالسرديون يهتمون بالتعبير أو الخطاب الذي يعد مقابلا للقصة بوصفه الصورة التي يتجلى من خلالها المحتوى، حيث إن المحتوى الواحد يمكن أن يقدم من خلال خطابات متعددة لكل منها خصوصيته، وهذا خلاف نظرة السرديين للخطاب بوصفه عنصرا جماليا يصل القصة أو الرواية بالأدبية.

ثم إن (العنوان) يعد المدخل الرئيس أو العتبة الأولى التي تواجه القارئ، يثير القارئ ويستثير لديه عدة تساؤلات وخصوصا بعد أن أصبح القارئ في النقد الحديث منتجا فاعلا في استنطاق النص وتوجيهه.

أخيرا، اهتم السيمائيون بالعنوان بوصفه علامة إجرائية مهمة في مقاربة النص بقصد استقرائه وتأويله.

ومن خلاله يتم إثارة المتلقي، والعنوان جزء لا يتجزأ من إبداعه الداخلي للرواية؛ لتطابقه مع ما في النص من أحداث ورؤى وإحالات ومقاصد؛ فهو حامل معه جينات تشكله من خلال بؤرة الحدث، وطبيعة الشخصية المتحركة داخل النص الروائي، ومركزية الرؤية التي يحددها المؤلف.

hq22222@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق