عازل الصوت بين السيارة والإنسان!

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عازل الصوت بين السيارة والإنسان!, اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 11:19 صباحاً

بدأت فكرة عزل الصوت في السيارة لمزيد من الرفاهية للإنسان حتى لا يتأذى من الضوضاء ولا يصل إلى سمعه احتكاك عجلات سيارته بطبقة الإسفلت، وأنت لما تقوم بتخيل عازل صوتي بينك وبين بعض البشر الذين يقومون بإيذائك يوميا فإنك تقوم بالمهمة نفسها ولكن الفرق بينهما أن السيارة تعزل الصوت من أسفل وأنت تعزله من أعلى، والسيارة تعزل الصوت من جمادات أما أنت فأنت تعزله من كائن بشري مثلك لكنه يهوى إيذاءك، فكرة العزل الصوتي في السيارة تبدأ بعملية اختيار المواد وتجربتها ومضاعفتها مع العناية بنوعية المواد وخفة وزنها حتى لا تؤثر على وزن السيارة، وتقوم الشركة المنتجة بتجربتها عدة مرات قبل طرحها في السوق، وأنت عندما تقوم بتدريب نفسك على عزل نفسك عن فئة من الناس تضرك ولا تنفعك فإنك تحتاج لمواد معنوية تشبه تلك المواد الموجودة في السيارة؛ فأنت بحاجة لصداقات آمنة فلا يؤذيك عزل نفسك على الآخرين، وأن تكون طريقتك في العزل خفيفة عليك - أيضا - حتى لا تؤذيك عملية العزل هذه، وأن تكون بعناية وتدريب وليست اعتباطية فتخسر أصدقاء يجب أن تحتفظ بهم.

العزل الصوتي في السيارة لا يعزلك تماما فهذا يجعل بينك وبين الشارع قطيعة تامة؛ يعني هذا لو أن سيارة حاولت تنبيهك بمنبه الصوت فإنك - برغم العزل - سوف تسمع صوت السيارة على الأقل فتتجنبها لكنك تأقلمت على صوت منخفض، ولما تعزل نفسك عن الناس فأنت لا تحدث قطيعة تامة مع البشر فأنت تسمع لكن لا تصل لمرحلة الإيذاء، وتعيش حياتك بهدوء لكن تشعر بمن حولك فجانبك الإنساني حي ويتواصل مع الأخيار وتشعر بهم ويشعرون بك!
يقول علماء السيارات - إن كان لها علماء - إن العزل الجيد يزيد من قيمة السيارة ويجعلها أكثر فخامة، والإنسان لما يعزل نفسه عن قوى الإيذاء في المجتمع فإنه يزيد من قيمة نفسه - بلا كبر طبعا - ولذلك على سبيل المثال لما تواجه أحد المتنمرين في المجتمع فإن أحد أدوات النجاة منهم هو عزل نفسك عن تأثيراتهم وتجاهلهم، وهذا عزل صوتي ومعنوي وإنساني بلا مواد عازلة، ولا يقتصر العزل بعدم سماعهم بل لا تسمح بتأثيرهم عليك أيضا.

بالمناسبة، العزل الصوتي في السيارة يعتبر تكلفة إضافية ترهق الجيب وتعني أن تدفع أكثر في السيارة التي أحببت العزل الصوتي فيها، وكذلك العزل الصوتي في الإنسان متعب ومؤذ ويحتاج لتمرين كبير حتى يتقنه الإنسان لكن بمجرد إتقانه فإن قيم الإنسان بالتأكيد ستكون أعلى من قيمة غيره، لأنه يتمتع دون غيره بسلامة العقل والعيش بسلام ومتعة أكثر، وأهم من ذلك كله يتفهم ما يحدث حوله وهو مبتسم لأن ليس ثمة ما يؤذيه رغم كثرة المحاولات لإفساد يومه من قبل العابثين والمتنمرين والفارغين وأصحاب الأوقات السائبة بلا هم!

تعتبر ضوضاء الشارع نوعا من التلوث السمعي الذي يمكن أن يسبب لك القلق والصداع، وكذلك الإنصات لكل الأصوات والأفعال المستفزة العابرة وغير العابرة حولك يمنحك ما يمنحك الشارع من قلق وصخب وصداع، لذلك برمج نفسك أن تجعل من هذه الأصوات غير مسموعة، وإن أزعجك أحدهم فلا تفعل أكثر مما يفعله قائد السيارة الفارهة بأن يرفع النوافذ لينعم بالهدوء والصمت، فأنت ارفع نوافذ عقلك عنه حتى تنعم بالسلام ولا تنس أن تفتحها أحيانا للعقلاء والحكماء وأبنائك وأسرتك، فكل ما أخشى منه أن تدمن إغلاق النوافذ فلا تستمع لأحد!
أخيرا اختر سيارة يوجد فيها عزل صوتي متقن لا يحجبك عن الشارع من حولك حتى لا تتعرض لحادث تصادم، واعزل نفسك عن الآخرين لكن لا تعش وحيدا فتموت وحيدا.

Halemalbaarrak@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق