متابعة: علي نجم
تباين المشهد بعد مباراة «الكلاسيكو» بين الوحدة والعين في استاد هزاع بن زايد في قمة الجولة الخامسة من دوري أدنوك للمحترفين، التي انتهت «عنابية» 2-1.
كانت الفرحة كبيرة في معقل «أصحاب السعادة»، وهو ما عبر عنه اللاعبون والمشجعون بعد المباراة، في حين كان الحزن طاغياً في قلعة «الزعيم»، لاسيما أن العين المتوج بلقب آسيا في الموسم الماضي تحت قيادة الأرجنتيني هرنان كريسبو عجز عن ترك أي بصمة محلية منذ استلام نفس المدرب مهام قيادته، فغاب عن منصات التتويج في كافة البطولات الموسم الماضي، وفقد 5 نقاط حتى الآن من أصل 4 مباريات خاضها في دوري هذا الموسم.
وما أزعج جمهور العين الذي شارك بفعالية في إطلاق وسم «إقالة كريسبو» عبر منصة إكس بعد الخسارة في «الكلاسيكو» أن مبررات المدرب للسقوط أمام المنافس التقليدي لم تكن واقعية، ولم يعترف بمسؤوليته في الخسارة هو وجهازه الفني.
وقال كريسبو في المؤتمر الصحفي: لا يوجد سبب معين للخسارة، حدثت أخطاء فردية أدت إلى هذه النتيجة، وهذا أمر يحدث في كرة القدم، وأنا تحدثت في بداية الموسم أن الموسم الحالي سيكون طويلاً، وسيكون فيه صعود وهبوط للفريق وأوقات فيها فرح وأخرى صعبة، ولكن رسالتي للجمهور أني أؤمن بهذا الفريق، وأنه سيرفع كأس بطولة هذا الموسم، لا أعرف ما هي، لكن على الأقل سيتوج بلقب.
ودافع كريسبوعن نفسه وجهازه الفني، وقال: «هذا الجهاز فاز ببطولات في كل الفرق التي قادها آخر 5 مواسم»، في إشارة إلى مشواره التدريبي مع الفرق التي قادها.
درس شباب الأهلي
من جهته، قال النرويجي روني دايلا مدرب الوحدة إن «العنابي» تعلم من درس الأخطاء الدفاعية في مباراة شباب الأهلي التي خسرها 4-5، لذلك كان أكثر تنظيماً أمام العين.
وتابع: لعبنا مباراة رائعة للغاية، كنا نعلم مدى قوة فريق العين، وقد ظهرنا بصورة متضامنة بين اللاعبين وقدمنا مباراة كبيرة للغاية، ومباراة سوف نتذكرها لفترة طويلة.
وأكد «كرة القدم تلعب من أجل الجمهور، ويجب أن نسعده دائماً، وهذا ما فعلناه».
الفوز الثالث
نجح فريق الوحدة في حسم «كلاسيكو» كرة الإمارات للمرة الثالثة على التوالي في دار الزين.
تلقى العين الذي كان يمني النفس بفرض السيطرة و«الزعامة» على قمة جدول الترتيب ضربة مؤلمة، بعد الخسارة خاصة أنها تأتي بعد أيام فقط على الهزيمة القارية أمام الغرافة القطري، ما أسهم في فتح نار الانتقادات تجاه المدير الفني كريسبو.
متهم أم بريء؟
يقف المدير الفني لفريق العين على «حافة الهاوية»، ما بين مؤيد ومتمسك بتواجده على رأس الجهاز الفني للفريق البنفسجي، وما بين معارض لتواجده، خاصة أن لغة الأرقام لا تكذب.
يقف الطرف الأول مع المدرب بناء على النجاح الكبير الذي تحقق بقيادة الفريق الموسم الماضي، لإحراز لقب بطولة دوري أبطال آسيا، وهو الحلم الذي طارده النادي لمدة عقدين من الزمن ما بين 2003 موعد التتويج الأول، و2024 موعد رفع الكأس الثانية.
ويعدد المؤيدون أسباباً عدة لبقاء المدرب، خاصة أنه منح الفريق ثقة كبيرة على المسرح القاري، كما أسهم في تطوير مستويات بعض العناصر، إلى جانب الخبرة التي يمتلكها سواء على المستوى القاري، أو حتى محلياً بتواجده للموسم الثاني على التوالي على رأس الجهاز الفني.
أما المعارضون لبقائه فهم يرون أن الفريق طوال 11 شهراً مع المدرب الارجنتيني لم يحقق النقلة النوعية، رغم النجاح القاري، الذي جاء لأسباب قد لا تعود للمدرب وحده، أو قد تكون نسبة مساهمته بها ضئيلة.
ويقف الغاضبون من عشاق الزعيم أمام لغة الأرقام التي تكشف أن المدرب خلال بطولة الدوري المحلي لم يتجاوز نسبة النجاح بتحقيق الفوز حاجز ال50% وهي نسبة لا تليق ولا تتناسب مع قيمة وقامة فريق باسم العين.
وخاض العين تحت قيادة كريسبو 44 مباراة في كافة البطولات فخسر في 17 مباراة وتعادل في 6 مباريات، وفاز في 21 مباراة فقط.
ولم تتقبل الجماهير مرارة خسارة «الكلاسيكو» الذي يمثل بالنسبة إليها بطولة خاصة، إلى جانب التفوق العنابي في الزيارات الثلاث الى دار الزين، ما زاد من «علقم» الهزيمة.
أما الوحدة فقد نال «السعادة» من الملعب التحفة، وحقق الفوز الغالي على حساب الزعيم، ليضرب الفريق سرباً من العصافير بحجر واحد.
ونفض العنابي مرارة الخسارة أمام شباب الأهلي في استاد راشد والتعادل مع بني ياس في ملعب آل نهيان، ليكون الحصول على النقاط الثلاث من ملعب هزاع بن زايد، أفضل رد وتأكيد على أن العنابي قادم وبقوة ليلعب دوراً في صراع الفوز باللقب الغالي.
وكانت المباراة هي الأولى بين الفريقين في زمن ما بعد إسماعيل مطر، فشارك الفريق بتشكيل حرص فيه المدرب النرويجي على بناء سد دفاعي من أجل كسر وإيقاف المد الهجومي لأصحاب الأرض.
نجح روني ديلا في «الكلاسيكو» الأول له، ليكسب قلوب الجماهير، بعدما عرف كيفية علاج السلبيات التي وضحت في المباراتين الأخيرتين، واهتزاز شباك الفريق ب7 أهداف في 180 دقيقة.
0 تعليق