أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية، إنه لن يستسلم ولن ينكسر أبداً، واعتبر أن أعداء الداخل «أخطر بكثير من أعداء الخارج»، فيما أعربت أغلبية أمريكية عن اعتقادها أن السياسيين الذين ينشرون معلومات مضللة هم مصدر القلق الرئيسي.
فقد احتشد أنصار ترامب مساء السبت لحضور تجمع انتخابي في الموقع نفسه الذي نجا فيه المرشح الجمهوري من رصاصة كادت تكون قاتلة في يوليو/تموز الماضي. وفي مقاطعة باتلر في غرب بنسلفانيا، ظهر ترامب إلى جانب جاي دي فانس، مرشحه لمنصب نائب الرئيس، إضافة إلى أقارب الضحايا ورجال إنقاذ والملياردير إيلون ماسك.
وقال ترامب خلف زجاج واقٍ من الرصاص أمام الحشد: «قبل اثني عشر أسبوعاً، هنا، حاول قاتل إسكاتي وإسكات حركتنا».
لكنه أضاف: «لن أستسلم أبداً، لن أنكسر أبداً». كما ندد بمن أسماهم «أعداء الداخل» معتبراً أنهم «أخطر بكثير من أعداء الخارج».
وتابع قائلاً: «على مدى السنوات الثماني الماضية، قام أولئك الذين يريدون إيقافنا بالتشهير بي، وحاولوا إقصائي من منصبي، ولاحقوني قضائياً، وحاولوا سرقة بطاقات اقتراع مني، ومن يدري، ربما حاولوا قتلي. لكني لم أتوقف أبداً عن النضال من أجلكم ولن أتوقف أبداً».
من جهته وصف الملياردير إيلون ماسك الانتخابات الأمريكية بأنها «معركة يجب ألا نخسرها»، خشيةً من أنه إذا ما تمت خسارتها فستكون «آخر انتخابات، هذا هو توقعي». وأصرّ ماسك على أن ترامب يجب أن يفوز، من أجل الحفاظ على الدستور والديمقراطية.
من جهة أخرى، تواجه الولايات المتحدة سيلاً من المعلومات الزائفة ما بين المواقع الإخبارية «الزائفة» التي أنشأتها روسيا أو إيران، وانتشار الصور المولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي وغيرها، لكن أكثر ما يخشاه الناخبون التضليل الإعلامي الصادر عن السياسيين أنفسهم.
وذكرت دراسة نشرها موقع أكسيوس، أن 51% من الأمريكيين يعتقدون أن السياسيين، من نساء ورجال، الذين ينشرون معلومات مضللة هم مصدر قلقهم الرئيسي.
كما أظهرت أن 35% من المستطلعين يعتبرون أن «شركات التواصل الاجتماعي لم تستطع الحد من المعلومات المضللة»، وأن «الذكاء الاصطناعي يُستخدم لتضليل الناس». كما يشعر نحو 30% بالقلق من نشر الحكومات الأجنبية لمعلومات زائفة.
وقال الأستاذ في جامعة نيويورك جوشوا تاكر لوكالة فرانس برس، «المعلومات الزائفة التي نُشرت على نطاق واسع إما صادرة عن سياسي، وإما جرى تضخيمها من قبله».
لكن السياسيين نادراً ما يواجهون تداعيات قضائية، وذلك بسبب حرية التعبير التي يضمنها الدستور الأمريكي والأحكام القضائية المتعددة، بحسب خبراء.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بات الانضباط أداة لمكافحة التضليل. لكنه تعرّض بدوره لانتقادات المحافظين الذين يعتبرونه رقابة.
وقال الأستاذ في جامعة سيراكيوز روي غوترمان لوكالة فرانس برس: «في كل دورة انتخابية، يساورنا القلق نفسه: هل يقول المرشحون الحقيقة؟». وأضاف: «باستثناء عدم انتخابهم، لا تترتب عواقب حقيقية على المرشحين الذين يشوّهون الحقيقة، سواء بالكذب حول إنجازاتهم أو انتقاد منافسيهم بدون دليل».
في الأشهر الأخيرة، تحقق فريق تقصي الحقائق في وكالة فرانس برس من عدة ادعاءات كاذبة تتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية. ومن بينها تصريحات ترامب وجاي دي فانس، مرشحه لمنصب نائب الرئيس، مفادها بأن المهاجرين الهايتيين في أوهايو (شمال) يأكلون القطط والكلاب. وحتى تلك التي تؤكد فيها هاريس أن الرئيس الجمهوري السابق ترك للديمقراطيين «أسوأ مستوى بطالة منذ الكساد الكبير».(وكالات)
0 تعليق