نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية النووي ضد إيران؟, اليوم الاثنين 7 أكتوبر 2024 03:33 صباحاً
في أواخر أيام الحرب العالمية الثانية وتحديدا في السادس والعشرين من يوليو، أصدر هاري ترومان الرئيس الثالث والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية وغيره من زعماء التحالف إعلان بوتسدام الذي يحدد شروط استسلام اليابان.
وقد تم تقديمه بمثابة بلاغ نهائي. فإذا لم تستسلم اليابان، سيهاجم الحلفاء البلاد وسيؤدي ذلك إلى «التدمير الحتمي والكامل للقوات المسلحة اليابانية والوطن بأكمله». ولم يذكر البيان أي شيء عن القنبلة الذرية.
وفي الثامن والعشرين من يوليو أعلنت الصحف اليابانية أن الحكومة قد رفضت إعلان بوتسدام. وفي ظهر ذلك اليوم أعلن رئيس الوزراء كانتارو سوزوكي في مؤتمر صحفي أن إعلان بوتسدام عبارة عن إعادة صياغة لإعلان القاهرة، ومن ثم تجاهلته الحكومة عمدا «قتله بالصمت» واعتبرت الصحف اليابانية والأجنبية هذا التصريح بمثابة رفض واضح للإعلان.
ولم يسع الإمبراطور هيروهيتو لتغيير موقف الحكومة.
وكان ينتظر الرد السوفياتي على النوايا اليابانية المبهمة نحو السلام. وفي الحادي والثلاثين من يوليو صرح الإمبراطور لمستشاره كويتشي كيدو أنه يجب الدفاع عن الرموز الإمبراطورية اليابانية بأي ثمن.
وفي مطلع يوليو أعاد ترومان النظر في استخدام القنبلة النووية أثناء ذهابه إلى مدينة بوتسدام.
وفي النهاية قرر ترومان مهاجمة اليابان باستخدام القنابل النووية. أعلن ترومان عن نيته في إصدار أوامره بشن الهجوم بحجة إنهاء هذه الحرب سريعا عن طريق إلحاق الدمار وزرع الخوف داخل الشعب الياباني، ومن ثم إرغام البلاد على الاستسلام.
وكانت هيروشيما الهدف الأساسي للتفجير النووي في السادس من أغسطس، بينما كانت ناغازاكي الهدف الآخر.
قتلت القنابل ما يصل إلى 140,000 شخص في هيروشيما، و80,000 في ناغازاكي بحلول نهاية سنة 1945م، حيث مات ما يقرب من نصف هذا الرقم في اليوم نفسه الذي تمت فيه التفجيرات. ومن بين هؤلاء مات 15-20% متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق، والصدمات، والحروق الإشعاعية، يضاعفها الأمراض، وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي. ومنذ ذلك الحين توفي عدد كبير بسبب سرطان الدم (231 حالة) والسرطانات الصلبة (334 حالة)، تأتي نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل. وكانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين.
وبعد ستة أيام من تفجير القنبلة على ناغازاكي، في الخامس عشر من أغسطس، أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء، حيث وقعت وثيقة الاستسلام في الثاني من سبتمبر، مما أنهى الحرب في المحيط الهادئ رسميا، ومن ثم نهاية الحرب العالمية الثانية.
ما وجه الشبه بين اليابان وإيران اليوم؟
يأتي وجه الشبه بين اليابان التي عارضت القرار الأممي ورفضت تطبيقه وهو القرار الذي كانت تدعمه وتقف معه الإرادة الدولية حتى حصل لها ما حصل من استخدام القوة فالاستسلام، وبين إيران التي ترفض تطبيق الأنظمة والقوانين الدولية بانتهاكها لسيادة أربع دول عربية والتدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول ومن ثم الزج بأفراد وطوائف من تلك الدول في حرب مع إسرائيل ترفضها الإرادة الدولية بإجماع.
لذا فإن الواقع يشهد اليوم إرهاصات باستخدام الرادع النووي ضد إيران حتى استسلامها بشكل نهائي وإنهاء حالة الحرب العبثية التي أشعلتها.
وهو ما يؤكد أيضا إن حدث مثل هذا الردع أن الولايات المتحدة الأمريكية ستفي بالتزاماتها تجاه تحقيق الأمن والسلم الدوليين في الشرق الأوسط لتتحقق قاعدة الأمن رديف التنمية، وهو ما سيهيئ المكان والزمان لمشروع التنمية الكبير في الشرق الأوسط الذي سيشارك فيه كل دول الغرب والشرق ليتحول الشرق الأوسط إلى أوروبا الحديثة كما تريده المملكة العربية السعودية التي تدفع سياستها نحو التنمية والأعمار والسلام.
0 تعليق