حبست إسرائيل، مساء أمس السبت، أنفاسها ورفعت حالة التأهب في جميع الجبهات، استعداداً لشن هجوم كبير على إيران، بالتزامن مع وصول قائد القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم»، الجنرال مايكل كوريلا، إلى تل أبيب، بينما توعدت طهران برد أقسى وأشد على تل أبيب إذا أخطأت في تقديراتها، كما أكدت وجود مبادرات جارية لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي، أمس السبت، أن تل أبيب «تعدّ رداً كبيراً»، وسط توقعات بجولة من تبادل الهجمات. قالت صحيفة «يسرائيل هيوم» نقلاً عن مصادر في الجيش: إن إسرائيل باتت «في مواجهة مباشرة مع إيران». وأكد المسؤولون العسكريون الإسرائيليون، أن الرد على إيران قد لا يمنع هجوماً إيرانياً آخر على إسرائيل. وقالت صحيفة «معاريف» العبرية نقلاً عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت: إن الاستعدادات للرد على الهجوم الإيراني جارية وستكون العواقب خطرة وكبيرة.
وتدرس إسرائيل خيارات للرد على هجوم إيراني بصواريخ باليستية والذي شنته إيران رداً على الحملة العسكرية الإسرائيلية الراهنة في لبنان، والاغتيالات التي نفذتها إسرائيلي بحق الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية.
وفي مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، قال عضو الكابينيت السياسي والأمن الإسرائيلي، الوزير غدعون ساعر، الذي عاد مؤخراً لحكومة بنيامين نتنياهو: إنه في إسرائيل «لم يتم اتخاذ القرار بعد بشأن كيفية الرد على إيران».
ووصل قائد القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، أمس السبت، إلى تل أبيب. واجتمع كوريلا برئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، وكبار قادة هيئة الأركان العامة، قبل أن يلتقي بوزير الجيش يوآف غالانت.
وفي البيت الأبيض، يخشى المسؤولون هناك من أن تؤثر مهاجمة منشآت النفط الإيرانية على أسعار النفط والاقتصاد العالمي، قبل شهر من الانتخابات الأمريكية. كما تخشى إدارة بايدن وعدد من الدول الأوروبية المؤيدة لإسرائيل أن يؤدي الهجوم على منشآت النفط إلى زيادة احتمالية نشوب حرب إقليمية شاملة.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن «إدارة بايدن نقلت رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة ستدعم هجوماً إسرائيلياً على إيران، إذا ركز على أهداف عسكرية وحكومية، ولكنها لا ترغب في هجوم ضد منشآت النفط قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة على مستوى العالم».
وأضافت أن «الرئيس الأمريكي قلق ليس فقط من التأثير المحتمل لهذا التطور على الانتخابات المقبلة، ولكن أيضاً من الأرباح المتوقعة التي قد تحققها روسيا نتيجة ارتفاع أسعار النفط». وتشارك دول أوروبية بارزة واشنطن هذا القلق، ونقلت رسائل مشابهة لإسرائيل في الأيام الأخيرة».
وأكد بايدن، أنه لم يتحدث بعد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الرد على الهجوم الإيراني، فيما طالب الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات المقبلة دونالد ترامب إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وقال مسؤول أمريكي: إن الوضع حالياً في المنطقة على حافة الهاوية رغم نجاح واشنطن في منع تحول الصراع إلى حرب أوسع، مؤكداً في السياق ذاته على أنه «لا ضمانات على أن إسرائيل لن تستهدف منشآت إيران النووية»، وفق ما نقلته شبكة «سي إن إن».
وتوقع المسؤول أن يأتي الرد الإسرائيلي على طهران قبل السابع من أكتوبر، أي اليوم، قبل أن يضيف: «يصعب حقاً معرفة إذا ما كانت إسرائيل ستستغل ذكرى هجوم السابع من أكتوبر للرد على إيران». وفي الإطار نفسه، أوردت الشبكة الأمريكية عن مسؤول رفيع بالخارجية الأمريكية، قوله: «إن إسرائيل لم تقدم ضمانات بأن استهداف منشآت إيران النووية ليس مطروحاً ضمن خياراتها في الرد المحتمل على طهران».
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس السبت، إن رد طهران على أي هجوم إسرائيلي سيكون أقوى وأشد، مؤكداً أنه يمكن لتل أبيب اختبار إرادة إيران. وأشار عراقجي إلى أن زيارته إلى دمشق وبيروت رسالة بأن إيران ستقف دائماً إلى جانب البلدين تحت أي ظرف. وقال للصحفيين فور وصوله إلى دمشق قادماً من بيروت، «القضية الأكثر أهمية اليوم هي وقف إطلاق النار، خصوصاً في لبنان وفي غزة». وتابع «هناك مبادرات في هذا الصدد، وكانت هناك مشاورات نأمل أن تكون ناجحة».
وأمس الأول الجمعة، حذّر القائد العام للجيش الإيراني، اللواء عبد الرحيم موسوي من أن «الضربة القادمة ستكون أشد قوة ودماراً إذا ارتكبت إسرائيل أي حماقة أو أخطأت في تقديراتها». (وكالات)
0 تعليق