واشنطن ـ (أ ف ب)
تنظم الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد شهر واحد، وتتنافس فيها كامالا هاريس مع دونالد ترامب، لكن السباق الرئاسي الذي تخللته اضطرابات غير مسبوقة يبدو متقارباً.
وشهد السباق الرئاسي، هذا العام، العديد من التقلبات من انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق ودعمه لنائبته هاريس كمرشحة الحزب الديمقراطي، إلى نجاة ترامب من محاولتي اغتيال، بينما يتطلع إلى العودة إلى البيت الأبيض.
وتترقب الولايات المتحدة نهاية السباق الرئاسي، بينما يبدو ترامب ( 78 عاماً، وهاريس، 59 عاماً) متقاربين في استطلاعات الرأي.
وفي ذات الوقت، يتطلع العالم بفارغ الصبر لمعرفة من سينتهي به المطاف في المكتب البيضاوي، في وقت يقترب فيه الشرق الأوسط من حرب إقليمية شاملة، ويتوقف الصراع في أوكرانيا ضد روسيا على المساعدات الأمريكية التي انتقدها ترامب سابقاً.
ويقول بيتر لوج، مدير كلية الإعلام والشؤون العامة بجامعة جورج واشنطن: «هذه انتخابات بالغة الأهمية. لقد وصفها كل من ترامب وهاريس بعبارات كارثية».
تباين صارخ
وستشهد الأسابيع الأربعة المقبلة قيام كل من هاريس وترامب، مع مرشحيهما لمنصب نائب الرئيس، حاكم ولاية مينيسوتا الديمقراطي تيم والز وعضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية أوهايو جيه دي فانس - بخوص حملة انتخابية بلا هوادة.
ويمكن لبضعة آلاف الأصوات تحديد الفائز في السباق إلى البيت الأبيض، في ضوء نظام المجمع الانتخابي الأمريكي الفريد.
وسيتنافسان في سبع ولايات متأرجحة رئيسية من المتوقع أن تقرر الانتخابات: أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن.
وسيعرض كل من هاريس وترامب على الناخبين رؤيتين مختلفتين تماماً.
وتتعهد هاريس مع شعارها «لن نعود إلى الوراء» بطيّ صفحة حقبة من الانقسام السياسي. بينما يتعهد ترامب بـ«لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى».
وبالنسبة للديمقراطيين فإن هاريس مرشحة معروفة كأول نائبة رئيس سوداء وأنثى وجنوب آسيوية، وتعهّدت بالقتال من أجل حقوق الإجهاض، وما تسميه «اقتصاد الفرص».
لكن صعودها السريع يعني أن شخصيتها وسياساتها تظل مجهولة بالنسبة للعديد من الناخبين.
يعدّ ترامب أول شخص مدان قضائياً يترشح للرئاسة، لكنه أحد أولئك الذين تتقبل قاعدته اليمينية إهاناته لـمن يصفها بـ «الرفيقة كامالا»، ووعوده بتعزيز الاقتصاد وسجن خصومه السياسيين.
وفوق كل شيء، يأمل أن تساعده قضية الهجرة في الفوز، مع مضاعفة خطابه القاسي الذي يتهم المهاجرين بـ «تسميم» الدم الأمريكي.
ويرى لوج أن «نائبة الرئيس هاريس والحاكم والز يقولان، إن القصة الأمريكية معقدة، ولكننا قادرون على تصحيح هذا الوضع».
وفي الوقت نفسه، كان لدى ترامب «قصة مقنعة للغاية مفادها امنحوا الرجل القوي فرصة، دعوه ينهي الأمر، وسنعود إلى الديمقراطية لاحقاً».
«تمرير الشعلة»
واضطر الناخبون الأمريكيون أيضاً إلى استيعاب سباق رئاسي تغير أحد مرشحيه. فقبل ثلاثة أشهر، كانوا يستعدون لتكرار سباق رئاسي لا يحظى بشعبية بين ترامب وجو بايدن (81 عاماً) للتنافس على لقب الرئيس الأمريكي الأكبر سناً.
لكن تغير كل شيء بعد أداء كارثي استمر 90 دقيقة لبايدن في المناظرة ضد ترامب، ما أثار مخاوف حول تقدّمه بالسن. وبعدها بشهر واحد، انسحب بايدن من السباق، مؤكداً أن الوقت حان «لتمرير الشعلة» إلى هاريس.
وتمكّنت هاريس بسرعة من إعطاء جرعة حماسة للحزب الديمقراطي، وتقدّمت على ترامب في استطلاعات الرأي، وجمعت تبرعات ضخمة.
وفجأة وجد المرشح الجمهوري نفسه يواجه مرشحة أصغر سناً بكثير - وأنثى.
وشكل التحول أمراً مفاجئاً لترامب، خاصة كونه جاء بعد ثمانية أيام فقط من إطلاق مسلح النار في تجمع جماهيري في باتلر بولاية بنسلفانيا، مما أدى إلى إصابته في الأذن. وتتوقع استطلاعات الرأي سباقاً متقارباً جداً.
وقد تستغرق النتيجة أيضاً أياماً أو حتى أسابيع إذا كانت هناك إحصاءات متنازع عليها أو طعون قانونية كما هو متوقع - مما يعني أن الانتخابات الأمريكية قد تستمر حتى يناير/كانون الثاني.
0 تعليق