حذرت واشنطن إيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، من استهدافها أو استهداف إسرائيل، في وقت أكد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن «دوامة تبادل العنف الدامية في الشرق الأوسط لا بد أن تتوقف... الوقت ينفد»، فيما أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن معارضته شن ضربات إسرائيلية على منشآت نووية إيرانية، في حين تواصلت ردود الفعل الدولية الشاجبة للضربة الإيرانية والداعية إلى ضبط النفس.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد لمجلس الأمن: «أفعالنا دفاعية بطبيعتها». وأضافت «نحذر بشدة من قيام إيران أو حلفائها بأي أعمال ضد الولايات المتحدة، أو أي أعمال أخرى ضد إسرائيل». ومضت السفيرة الأمريكية قائلة: إن مجلس الأمن يجب أن يدين الهجوم الإيراني، وهو ما لم يحصل.
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير: إن فرنسا تريد من مجلس الأمن «إظهار الوحدة والتحدث بصوت واحد» لتهدئة الموقف.
من جهته، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن بشدة الهجوم الإيراني على إسرائيل. وكانت إسرائيل أعلنت، أمس الأربعاء، غوتيريش «شخصاً غير مرغوب فيه»، ما يعني منعه من دخولها، رداً على عدم إدانته في البداية الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان: «إن أي شخص لا يمكنه إدانة الهجوم الإيراني على إسرائيل لا يستحق أن يُسمح له بأن تطأ قدماه التراب الإسرائيلي. هذا أمين عام معاد لإسرائيل». وكان غوتيريش دعا بعد الهجوم الإيراني مساء الثلاثاء، إلى «منع اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط»، مندداً ب«تصعيد وراء تصعيد» في المنطقة.
وأشاد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بضبط النفس «الاستثنائي» الذي أبدته إيران في الأشهر الأخيرة. وقال: إن الهجوم الصاروخي على إسرائيل لا يمكن «تقديمه وكأن كل هذا قد حدث من فراغ.. وكأن شيئاً لم يحدث.. كأن شيئاً لم يحدث في لبنان وغزة، وفي سوريا، وفي اليمن». وأضاف «لكن (شيئاً) حدث، وأدى إلى دوامة جديدة وخطرة للغاية من الصراع الآخذ في الاتساع في الشرق الأوسط».
من جهة أخرى، وعدت مجموعة السبع، أمس الأربعاء، بالعمل بشكل مشترك لخفض التوتر في الشرق الأوسط، وقالت: إن الحل الدبلوماسي للنزاع الذي يتسع نطاقه «ما زال ممكناً» معتبرة أن «نزاعاً إقليمياً واسع النطاق ليس في مصلحة أحد». وجاء في بيان أصدرته إيطاليا التي تترأس مجموعة السبع حالياً بعد مباحثات هاتفية دعت إليها، إن المجموعة «تكرر التعبير عن قلقها الشديد إزاء تصعيد» النزاع في الشرق الأوسط و«تدين بشدة» الهجوم الإيراني على إسرائيل.
ومن جهته، قال بايدن للصحفيين رداً على سؤال عن دعمه المحتمل لتحرك إسرائيلي لضرب المنشآت النووية الإيرانية: «الجواب هو لا»، وأضاف «نحن السبعة متفقون على أن للإسرائيليين الحق في الرد، لكن يجب أن يردوا في شكل متناسب»، في إشارة إلى قادة مجموعة السبع.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي نفى، أمس الأربعاء، أن تكون بلاده تواصلت مع الولايات المتحدة قبل الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل. وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي الإيراني: «قبل الهجوم، لم تكن هناك أي اتصالات»، مشيراً إلى أن بلاده تواصلت مع الجانب الأمريكي بعد الهجوم عبر السفارة السويسرية في طهران، وأضاف «النقطة الرئيسية للرسالة التي أوصلناها للأمريكيين كانت بأننا كنا نقوم بتحرّك دفاعي في إطار ميثاق الأمم المتحدة». وتابع «حذّرنا القوات الأمريكية بضرورة الانسحاب من هذه المسألة وعدم التدخل وإلا فستواجه رداً قاسياً من جانبنا». وأكد أن إيران أبلغت الولايات المتحدة بأن «العملية انتهت ولا ننوي المواصلة».
وفي سياق ردود الفعل، على القصف الصاروخي الإيراني، أعرب الكرملين عن قلقه حيال التصعيد الأخير في الشرق الأوسط، داعياً «جميع الأطراف» إلى «ضبط النفس». وحضّت الصين قوى العالم على منع الوضع في الشرق الأوسط من «التدهور أكثر» بعد آخر موجة تصعيد في المنطقة.
وفي باريس، دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «بأشدّ العبارات الهجمات الجديدة التي شنّتها إيران على إسرائيل»، مشيراً إلى أنّ باريس «حرّكت» الثلاثاء «قدراتها العسكرية في الشرق الأوسط للتصدّي للتهديد الإيراني». كما دعا ماكرون «كل الأطراف المعنية بالأزمة في الشرق الأوسط» إلى «إظهار أكبر قدر من ضبط النفس». ولفتت الرئاسة الفرنسية إلى أنّ باريس «ستنظّم قريباً جداً مؤتمراً لدعم الشعب اللبناني ومؤسساته».
وحذّر المستشار الألماني أولاف شولتس من أن الهجوم الإيراني على إسرائيل يهدد ب«إشعال» الشرق الأوسط، فيما استدعت حكومته سفير طهران. وقال المتحدث باسم الحكومة سيباستيان فيشر في مؤتمر صحفي دوري: إن السفير «لم يكن في المدينة. ثم حضر القائم بالأعمال. وذكرناه بأننا ندين بشدة هجوم إيران على الأراضي الإسرائيلية، وأنه لا يوجد شيء يمكن أن يبرره، وأننا ندعو إيران إلى الامتناع عن أي هجمات أخرى، بما في ذلك من خلال حلفائها».
واعتبر رئيس الوزراء الياباني الجديد شيغيرو إيشيبا أنّ الهجمات الصاروخية التي شنّتها إيران على إسرائيل «غير مقبولة»، محذراً من «حرب شاملة». وقال إيشيبا للصحفيين: إنّ «الهجوم الإيراني غير مقبول. سوف ندينه بشدة، لكن في الوقت نفسه، نودّ التعاون (مع الولايات المتحدة) لتهدئة الموقف ومنعه من التصعيد إلى حرب شاملة». (وكالات)
0 تعليق