نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التطفيف المعنوي, اليوم الخميس 3 أكتوبر 2024 04:26 صباحاً
وإذا ما أخذنا ذلك المعنى للتطفيف وأسقطناه قياسا على تعاملاتنا المعنوية للتقدير والاحترام ومعرفة الآداب والحدود سنجد القيمة الإيمانية الرئيسة أخلاقيا.
للأسف نرى من البعض حرصه الشديد على إثبات الذات الشخصية وفرضها على الآخرين، بل ويبالغون أحيانا في تعمد ذلك الإبراز واستجلابه في جميع المواقف، وربما يقيمون الأرض ولا يقعدونها إذا لم يتم الالتفات لهم؛ بينما يرون أنفسهم أعلى كعبا وأفضل حظا لما يبدر منهم من سلوك يسير ومبتور من تعاملات سطحية تجاه الغير، بالإضافة لتلك السطوة المعلنة في مصادرة حقوق الآخرين ومقدراتهم النفسية.
أجد من أول آيات سورة المطففين أسلوبا قيميا ومعيارا هادفا ورادعا في تعميم التعاملات المادية، وكذلك الحال للمعاملات المعنوية إذا ما تم سحبها على مواقف أخرى مشابهة؛ وفي الدارج يقال إذا أردت أن تستشعر بحق الآخر ضع نفسك مكانه، وفي المقابل تعامل مع الناس كما تحب أن يعاملوك؛ قدرا بقدر وندا بند، وإذا ما ازددت في تقديرهم واحترامهم هم بالتالي سيعاملونك بالآلية نفسها ويزيدونك كيلا.
التطفيف الشخصي أراه أسلوبا أنانيا منفرا لما تكنه النفس البشرية من ضعف مغلف بورق هش، بينما الأخلاقيات تكمن فيما وراء ذلك من نوايا حسنة بأسلوب التساوي بالتسامي والتوازي بالتآخي واقتران انفعال المحبة في النفس البشرية التي لا يعلمها سوى خالقها عالم السر والنجوى وما يدور داخل الصدور، ومن ثم علم الشخص بنفسه؛ قال عليه الصلاة والسلام "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
وعندما تخرج النفس البشرية عن مسارها الفطري السليم يجب استدراكها وتوجيهها بأن يضع الإنسان تساؤلا مستداما يوجهه لذاته في كل مرة يريد تقييم نفسه، هل أنا من المطففين معنويا؟ لأنه يعي نيته وما تقره نفسيته ويعرف منطوقه وأسلوبه تجاه الآخرين، والإجابة الراجعة له هي أساس الدين بالمعاملة.
Yos123Omar@
0 تعليق