شتاء أكثر برودة في أوروبا وآسيا والجزيرة العربية

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد إبراهيم الجروان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، وجود 5 أنماط لفصل الخريف المقبل ضمن المؤشرات المناخية العالمية، حيث إن فهم هذه المؤشرات يعد ضرورة لفهم السلوك الجوي في مناطق مميزة مناخياً، كمنطقة الجزيرة العربية، ومنها دولة الإمارات.
وقال في تصريحات لـ«الخليج»، إن الكرة الأرضية تشهد أنماطاً مناخية واسعة النطاق، تتحكم فــــي توزيـــع المناخ العالمي وعوامل الطقس بصورة مستمرة، الأمطار، درجات الحرارة، الضغط الجــوي، وأنظمة الرياح حول العالم، وتشمل هذه الأنماط تذبـــذب النينيو الجنوبــــي، وتذبذب المحيط الهندي، والتذبذب القطبي، وتذبذب شمال الأطلسي، وتذبذب مادن-جوليان.
وأوضح أن تذبذب النينيو الجنوبي، هو ظاهرة مناخية دورية تحدث في المحيط الهادئ الاستوائي، وتؤثر بشكل واسع في المناخ العالمي، بما في ذلك الأمطار، درجات الحرارة، الأعاصير، والجفاف في مناطق مختلفة من العالم، ويشهد سطح المحيط الهادئ الشرقي ارتفاعاً ملحوظاً في درجة الحرارة، يسبب اضطرابات مناخية كالأمطار الغزيرة في أمريكا الجنوبية والجفاف في آسيا، بينما يشهد «لا نينا»، انخفاضاً ملموساً في درجة حرارة في المنطقة نفسها، يؤدي غالباً إلى زيادة الأمطار في آسيا وأستراليا، واشتداد الرياح التجارية.
ولفت إلى أن تذبذب المحيط الهندي يرتبط بالفروق في درجة حرارة سطح البحر بين شرق وغرب المحيط الهندي الاستوائي، وتشمل أطواره في دفء المياه غرب المحيط الهندي، ما يؤدي إلى أمطار غزيرة على القرن الإفريقي والجزيرة العربية، وجفاف في إندونيسيا وأستراليا، كذلك دفء مياه شرق المحيط، ما يزيد من الأمطار في جنوب شرق آسيا ويقللها في الجزيرة العربية، إلا أن عدد دورات تذبذب المحيط الهندي يختلف من سنة لأخرى، وغالباً تتكرر مدة الدورة الواحدة كل 2 إلى 3 سنوات.
أضاف الجروان أن التذبذب القطبي يشير إلى التغير في الضغط الجوي فوق القطب الشمالي، ويؤثر في توزيع الكتل الهوائية في نصف الكرة الشمالي، وتشمل أطواره، ضغطاً منخفضاً فوق القطب الشمالي، ما يمنع الهواء البارد من التمدد جنوباً، ويكون الطقس أكثر دفئاً في أوروبا وآسيا، كذلك يشمل ضغطاً مرتفعاً فوق القطب، ما يسمح للهواء البارد بالاندفاع نحو الجنوب، ينتج عنه شتاء أكثر برودة في أوروبا وآسيا والجزيرة العربية، وفرص تكون المنخفضات والأمطار.
وذكر أن تذبذب شمال الأطلسي، أحد أهم أنماط التذبذب المناخي في نصف الكرة الشمالي، وله تأثير كبير في الطقس والمناخ في أوروبا، وشمال إفريقيا، والشرق الأوسط، بما في ذلك الجزيرة العربية بشكل غير مباشر، وهو يمثل الفارق في الضغط الجوي بين «جزر الأزور» ومنخفض «آيسلندا»، ويؤثر في مسارات العواصف والرياح في المحيط الأطلسي وأوروبا، وتشمل أطواره ضغطاً مرتفعاً في الأزور ومنخفضاً في آيسلندا، ما يقوي الرياح الغربية ويمنع المنخفضات من التوغل جنوباً، كذلك ضعف في الضغط الجوي، ما يؤدي إلى اندفاعات باردة جنوباً نحو أوروبا وشمال إفريقيا والبحر المتوسط، ويسمح بتحرك منخفضات من شرق المتوسط نحو شمال الجزيرة العربية وربما الخليج العربي.
وأضاف أن تذبذب مادن-جوليان، يعد نمطاً من التغيرات الجوية المدارية يحدث في الغلاف الجوي الاستوائي، وهو تذبذب سريع نسبياً، ونمطاً من الأنشطة الجوية المتكررة والحمل الحراري العميق والأمطار الغزيرة، تتنقل من غرب إفريقيا إلى المحيط الهادئ، مثل العواصف والغيوم والأمطار، ويتحرك من غرب المحيط الهندي نحو شرق المحيط الهادئ حول خط الاستواء، بمعدل بطيء نسبياً، ويستغرق عادة 30 إلى 60 يوماً لإكمال دورة واحدة، ويؤثر في نشاط الأعاصير في المحيط الهندي والخليج ومنها دولة الإمارات.
رصد دوري
حول التوقعات العامة في خريف 2025 «سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر» على الجزيرة العربية ومنها دولة الإمارات، قال الجروان إن المؤشرات المناخية الكبرى، تؤثر بعمق في مناخ الجزيرة العربية، رغم أن تأثير بعضها غير مباشر، حيث تكون فرص الأمطار أفضل من المعدل في أواخر الموسم، بينما تبقى بداية الخريف أقرب إلى الجفاف والحرارة المعتادة، أما في حالة التذبذب القطبي، فإنه يكون إيجابياً في بداية الخريف، في حين يكون تذبذب شمال المحيط الأطلسي محايداً الى سلبي خفيف. وأشار إلى أن الرصد الدوري وتحديث النماذج المناخية أمر حيوي لفهم التطورات الدقيقة، خاصة مع التغير المناخي العالمي الذي يزيد من تقلبات الطقس وحدة الأحداث الجوية، حيث تقدم التكنولوجيا والنماذج العددية الحديثة والذكاء الاصطناعي، دوراً كبيراً من الدقة مقارنة بالسنوات الماضية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق