مهنة قلادة الحبال.. رباط متين بين الماضي والحاضر

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الشارقة: هدى النقبي


تُعد حرفة صناعة، أو قلادة، الحبال من ألياف النخيل واحدة من أقدم وأهم المهن التقليدية، واستخدم فيها الأجداد ليف النخيل كخامة طبيعية لوفرتها في البيئة المحلية، وتحويلها إلى حبال قوية ومتماسكة بأدوات بسيطة وأيدٍ ماهرة.


وجسّدت هذه الحرفة روح الاكتفاء الذاتي والاعتماد على الموارد المتاحة، وظلت شاهدة على نجاح الإنسان الإماراتي في التكيّف مع بيئته وصنع أدواته من خيرات الأرض.


مراحل


يؤكد الوالد أبو حسن، أحد الحرفيين في دبا، أن هذه الحرفة القديمة اشتهر بها أهالي المناطق التي يكثر فيها زراعة النخيل، موضحاً أن صناعة الحبال تبدأ بعد تمزيق ليف النخيل من الجذع، ثم يُنقع في الماء حتى يلين ويصبح أسهل في الاستخدام. بعد ذلك يُترك الليف ليجف تحت الشمس، ويُفكك تدريجياً ليبدأ بعدها الضرب والتمشيط حتى يصبح جاهزاً للّف، أي عملية الفتل.


ووفق الوالد أبو حسن، تُدمج القطع الصغيرة من الليف بمهارة بين راحتي اليدين، بعد أن يفكك إلى أجزاء طولية يمكن لفها وفتلها بواسطة راحة الكف والقدم حتى تتماسك ويُشكل منها حبل قوي.


ويقول: نحتاج ساعات للف عدة أمتار، ويمكن التحكم في سمك الحبل حسب عدد مرات اللف.


استخدامات


ذكر الوالد أبو حسن أن استخداماتهم لهذه الحبال المصنوعة يدوياً كانت متعددة، ومنها سحب الماء من الآبار (الطوي)، وتسلق النخيل أثناء جني التمر والرطب، وأعمال الزراعة والصيد وربط «الدعن» والعريش (المساكن التقليدية) وحتى في ربط الشباك والقوارب.


بالرغم من التطور الحديث، تبقى حبال الليف رمزاً للصبر والدقة، باعتبارها منتجاً طبيعياً متيناً يحمل عبق الماضي وصدق الحرفة التي تحتفي بها المهرجانات التراثية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق