اكتشف علماء آثار إسبان في موقع فالنسيا بجنوب غرب البلاد، سناً نادرة لحوت عنبر، تعد أول دليل من نوعه على استخدام الشعب الإيبيري الذي عاش في منطقة البحر الأبيض المتوسط منذ أكثر من 4000 عام (العصر النحاسي)، للثدييات البحرية في صناعاته.
وتظهر علامات دقيقة للحفر والقطع البشري على سطح السنّ، ما يدل، وفق العلماء، على أن الحرفيين، الذين كانوا يعيشون في القرية الساحلية قبل 5300 إلى 4150 سنة، استخدموها لصنع حلي أو أدوات ذات رمزية ثقافية أو اجتماعية، ودفنوها عمداً بعد استخدامها، وهو ما أسهم في حفظها بحالة جيدة بفعل تشكل قشرة صلبة على سطحها.
وقال العلماء: إن السنّ التي يبلغ طولها 17 سنتيمتراً وعرضها 7 سنتيمترات، وتزن أكثر من 0.5 كجم، عثر عليها في قرية ميغا الساحلية، ومن المرجح أن السكان القدامى عثروا عليها بعد أن جرفتها الأمواج إلى الشاطئ بعد نفوق الحوت وغرقه في قاع البحر.
وأضاف العلماء: «تشير آثار التآكل البحري الظاهرة على السنّ، إلى تعرضها للديدان والبرنقيل وربما لعضات أسماك قرش، قبل أن يلتقطها الحرفيون القدماء».
وأشاروا إلى أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة لفهم أوسع لاستخدام العاج في عصور ما قبل التاريخ، إذ إن معظم ما هو معروف يقتصر على عاج الفيلة وأفراس النهر والدببة وغيرها من الحيوانات البرية.
0 تعليق