تواصلت الهجمات العنيفة بين إيران وإسرائيل، أمس الأربعاء، ونفذت إسرائيل هجمات جديدة على طهران، مع تواصل استهدافاتها لمواقع نووية ومقرات عسكرية وطائرات ومنصات صواريخ في العاصمة ومناطق أخرى في إيران، وفي المقابل أطلقت إيران عشرات الصواريخ التي استهدفت منطقة تل أبيب الكبرى ووسط إسرائيل، وسُمع دوي انفجارات ضخمة في القدس وتل أبيب وفق ما أعلنته وسائل إعلام إسرائيلية. وبينما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقضاء على تهديد إيران الصاروخي والنووي، أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن العملية العسكرية لن تنتهي قبل مهاجمة منشأة «فوردو» النووية، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) نشر حاملة طائرات ثالثة في البحر المتوسط للمساهمة في الدفاع عن إسرائيل.

في اليوم السادس من الحرب بين طهران وتل أبيب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تعاني خسائر فادحة في ظل الضربات المتبادلة مع إيران. وأوضح نتنياهو في كلمة متلفزة له: «نعاني»خسائر فادحة لكن الجبهة الداخلية قوية وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى«.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ مئات الطلعات الجوية قصفت خلالها أكثر من 1100 هدف داخل إيران، منذ بدء الهجمات الجمعة الماضية. وأعلن أنه يقصف أهدافاً عسكرية في طهران، حيث شوهد عمود هائل من الدخان الأبيض فوق جنوب شرق المدينة بعد سلسلة انفجارات. كما كشف عن استهداف 5 مروحيات هجومية إيرانية كانت متمركزة في قاعدة عسكرية بمنطقة كرمانشاه.

كما أعلن وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن سلاح الجو دمر«المقر العام للأمن الداخلي» الإيراني بعدما أفاد الجيش بأنه قصف أهدافاً عسكرية في طهران، متوعداً بضرب رموز الحكم، وسط تهديدات جديدة باستهداف المرشد الأعلى علي خامنئي.

وأفادت مصادر حقوقية بأن 239 مدنياً و126 عسكرياً و220 شخصاً لم يتم تحديد هوياتهم قتلوا في الهجمات الإسرائيلية على إيران، ليصل إجمالي حصيلة القتلى إلى 585 شخصاً. ووفقاً للتقديرات، فقد وصل عدد الجرحى إلى 1326 جريحاً.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن إحدى طائراته المسيّرة أُسقطت بعد استهدافها بصاروخ أرض جو داخل الأراضي الإيرانية، وهو أول اعتراف من هذا النوع، فيما قالت مصادر عسكرية إيرانية إن قواتها للدفاع الجوية أسقطت ما لا يقل عن أربع مقاتلات «إف 35» إسرائيلية وعشرات المسيرات منذ الجمعة.

وفي اسرائيل، دوت صفارات الإنذار على فترات منذ مساء أمس الأول، وأطلقت إيران أكثر من 50 صاروخاً أصاب بعضها مواقع حساسة. وفي تل أبيب، أمضى العديد من الإسرائيليين الليل يهرعون إلى ملاجئ مع كل إنذار من إطلاق صواريخ إيرانية. وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنه أطلق صواريخ باليستية فرط صوتية على إسرائيل. وقال إنه استخدم الجيل الأول من صواريخ«فتّاح»، مضيفاً أن عمليته «تمثل بداية نهاية أسطورة الدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي». وفي وقت لاحق، قالت وكالة تسنيم للأنباء إن إيران أصدرت تحذيراً إلى الموجودين في حيفا بضرورة مغادرة منطقة محددة على الخريطة فوراً، حفاظاً على حياتهم. وأفادت الحكومة الإسرائيلية، أمس، بسقوط 24 قتيلاً، وإصابة أكثر من 800 شخص، جراء إطلاق الصواريخ من إيران منذ بدء الحرب. وقالت: أصيب 804 أشخاص بجروح، فيما أجبر نحو 3800 شخص على إخلاء منازلهم.

في الأثناء، تعتزم الولايات المتحدة نشر حاملة الطائرات «يو إس إس فورد» في البحر المتوسط الأسبوع المقبل لتعزيز الدفاعات عن إسرائيل، لتكون ثالث حاملة طائرات يتم نشرها في المنطقة، منذ بدء الحرب.

وذكرت شبكة «سي إن إن»، أن هذه الخطوة كانت مقررة منذ العام الماضي، لكن من المرجح أن تنتقل«يو إس إس فورد» إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من إسرائيل.

وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، إن الجيش «مستعد لتنفيذ» أي قرار قد يتخذه الرئيس دونالد ترامب بشأن مسائل الحرب والسلم، لكنه رفضه تأكيد الاستعداد لخيارات توجيه ضربات لإيران.

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي، أمس، إن «الأيام المقبلة حاسمة»، مضيفاً أن التقديرات في تل أبيب تشير إلى أن «الأمريكيين سينضمون قريباً إلى الهجوم الواسع على إيران»، بحسب ما أوردت صحيفة «يسرائيل هيوم».

وتسعى إسرائيل إلى إنهاء الحرب سريعاً، دون الانجرار إلى حرب استنزاف ومواجهة تمتد لعدة أشهر مع إيران، وسط مؤشرات متزايدة على اقتراب انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الجيش الإسرائيلي يعمل وفق خطة محددة، ويتقدّم بحسب ما هو متوقع. (وكالات)