أمريكا تحشد في الشرق الأوسط.. هل تنخرط بمعركة مباشرة ضد ايران؟

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

متابعات-«الخليج»
تتواصل الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، إذ أخذت منحى تصاعدياً بين الطرفين، قد تستدعي إلى توسع الصراع ودخول الولايات المتحدة إلى أتون المعركة، في مرحلة ما، أو رفع مستوى التعاون مع إسرائيل في عملياتها العسكرية.
فقد أفادت مجلة military watch بأن القوات الجوية الأمريكية تقوم بعملية نقل واسع غير مسبوق لطائرات التزود بالوقود عبر المحيط الأطلسي، انطلاقاً من قواعد في البر الرئيسي للولايات المتحدة. وذكرت المجلة الأمريكية أن عدد الطائرات من طرازي (KC-135) و(KC-46) مستمر في التزايد، حيث أفادت التقارير، بأن عدد الطائرات تجاوز 30 طائرة تزويد بالوقود.
وأشارت تقارير إلى أن طائرات تابعة لعدة دول غربية تشارك بالفعل في دعم عمليات التزود بالوقود جواً لسلاح الجو الإسرائيلي، وذلك لتسهيل تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف داخل إيران، ما يعزز الاحتمال بأن تكون الطائرات الأمريكية التي تم نشرها مؤخرا مخصصة للغرض نفسه، أي تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود أثناء العمليات.

توسيع نطاق التدخل


ويبرز احتمال آخر لا يقل أهمية، يتمثل في أن تكون هذه الطائرات معدة لتزويد مقاتلات وقاذفات القوات الجوية والبحرية الأمريكية بالوقود، في حال قررت الولايات المتحدة توسيع نطاق تدخلها المباشر في مجريات الحرب.
وقالت المجلة إن «الولايات المتحدة تعد حالياً طرفاً فاعلاً في الأعمال القتالية، إذ نشرت أنظمة دفاع جوي من طراز (THAAD) ومدمّرات بحرية من فئة (AEGIS)، لدعم جهود اعتراض الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تطلق باتجاه أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية».
وأوضحت أنه على الرغم من أن مقاتلات (F-15) التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قادرة على الوصول إلى الأجواء الإيرانية دون الحاجة إلى التزود بالوقود أثناء التحليق، فإن الغالبية الساحقة من الأسطول الجوي الإسرائيلي تتألف من طائرات (F-16)، وهي تفتقر إلى المدى الكافي للوصول إلى معظم الأهداف داخل إيران، حتى في حال استخدام خزانات وقود خارجية أو صواريخ بعيدة المدى تطلق من الجو سواء كانت جوالة أو باليستية.

تحريك حاملة طائرات أمريكية


في الأثناء، تداولت وسائل إعلام عالمية أنباء عن تحريك حاملة طائرات أمريكية من بحر الصين غرباً باتجاه منطقة الشرق الأوسط، في خطوة عدها مراقبون جزءاً من نقل الولايات المتحدة لأصول قتالية منتشرة حول العالم إلى إسرائيل لدعمها لمواجهة الصواريخ الباليستية الإيرانية.
ووفقاً لمعطيات موقع«مارين ترافيك» المتخصص بمتابعة حركة السفن حول العالم، غادرت حاملة الطائرات الأمريكية «نيميتز» منطقة بحر الصين الجنوبي، الاثنين، متجهة غرباً. وكان من المقرر أن ترسو حاملة الطائرات والقطع البحرية المرافقة لها في ميناء دانانغ وسط فيتنام في الـ20 من الشهر الجاري، لكن تم إلغاء ذلك بسبب«متطلبات عملياتية طارئة» بحسب مصادر أمريكية.
ووفقاً للموقع الإلكتروني للأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ، أجرت مجموعة«نيميتز كاريير سترايك جروب»، وهي حاملة الطائرات والسفن الحربية المرافقة لها، عمليات أمنية بحرية في بحر الصين الجنوبي الأسبوع الماضي، في إطار الوجود الروتيني للبحرية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وصباح الاثنين، رصدت المجموعة وهي تغادر المنطقة غرباً، باتجاه الشرق الأوسط.

دعم أمريكي لإسرائيل


يذكر أن الولايات المتحدة سبق وأن أعلنت مراراً، دعمها لإسرائيل بمواجهة إيران، مشددة على أنها لم تتدخل في مجريات الحرب الدائرة حالياً بينهما. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح، الأحد، لشبكة «إيه بي سي» أن الولايات المتحدة قد تتدخل لدعم إسرائيل في القضاء على البرنامج النووي الإيراني، دون تقديم تفاصيل حول كيفية القيام بذلك.
وفي حديث للصحفيين قبيل توجهه إلى قمة مجموعة السبع في كندا، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل، رافضاً الكشف عما إذا كان قد طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف الضربات على إيران. وقدّمت الولايات المتحدة دعماً عسكرياً لإسرائيل بمواجهة الصواريخ الإيرانية، عقب تنفيذ تل أبيب حملة جوية غير مسبوقة على إيران استهدفت خلالها مواقع نووية وعسكرية واغتالت علماء نوويين إيرانيين.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤول في البنتاغون أن واشنطن ساعدت إسرائيل بالفعل، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل بشأن أنظمة الأسلحة التي استخدمت في العملية. وقبيل الهجوم الإسرائيلي، أرسلت القيادة الأوروبية للجيش الأمريكي مدمرتين إلى شرق البحر المتوسط، تحسباً لهجوم إيراني على إسرائيل.

مساعدة من وراء الكواليس


في الإطار، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية«كان» أن الولايات المتحدة تواصل مساعدة إسرائيل عسكرياً من وراء الكواليس ضد إيران، مضيفة«إسرائيل طالبت رسمياً بإقامة تحالف دولي للمساعدة في الدفاع عنها واعتراض الصواريخ الإيرانية».
وأشارت الهيئة إلى أن الولايات المتحدة أرسلت إلى إسرائيل مئات القنابل الثقيلة والخارقة للتحصينات خلال اليومين الأخيرين، بينها صواريخ«هيلفاير». ومن بين القطع البحرية التي نشرتها الولايات المتحدة في المنطقة، المدمرة يو إس إس توماس هادنر، المزودة بأنظمة دفاع صاروخية متطوّرة. كما نشرت طائرات مقاتلة جاهزة للقيام بمناورات للدفاع عن المنشآت والأصول الأمريكية في المنطقة. وكانت أسوشيتد برس قد ذكرت في وقت سابق أن أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية ومدمرة تابعة للبحرية الأمريكية ساعدت في إسقاط صواريخ باليستية إيرانية أُطلقت يوم الجمعة باتجاه إسرائيل.

طلب رسمي


أفادت هيئة البث الإسرائيلية، الأحد، بأن إسرائيل طلبت رسميا من الولايات المتحدة مساعدتها في الهجوم على منشأة فوردو النووية الإيرانية، كما طلبت مساعدة الأوروبيين في الدفاع واعتراض الصواريخ الإيرانية.
وأوضحت الهيئة أن إسرائيل تواصل الضغط من أجل إشراك أمريكا في الهجوم على إيران، وطلبت رسمياً مساعدة واشنطن في استهداف المنشأة النووية المبنية تحت الأرض.
ونقلت الهيئة عن مسؤولين أمريكيين، أن الولايات المتحدة لا تنوي التدخل في الحرب بين إيران وإسرائيل، لكنهم توقعوا طرح المسألة الليلة (الأحد) في حوار بين وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ونظيره الأمريكي بيت هيغسيث.
وقال مسؤولون إسرائيليون للهيئة إن الولايات المتحدة ستنضم إلى العملية العسكرية الإسرائيلية في حالة واحدة، وهي إذا قصفت إيران أهدافاً أمريكية في الشرق الأوسط. وترى إسرائيل أنها يمكنها الاستمرار في الإضرار بالبرنامج النووي الإيراني حتى من دون مساعدة أمريكية، فيما قالت مصادر إسرائيلية:«الولايات المتحدة تساعدنا في الدفاع، وهذا يكفي».
على صعيد متصل، ذكرت الهيئة أن إسرائيل طلبت رسمياً المساعدة من دول أوروبية في الدفاع عنها واعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة التي تطلقها إيران، بهدف إعادة تأسيس التحالف الدولي الذي كان قد عمل في الهجمات الإيرانية السابقة التي وقعت في شهر إبريل 2024 وأكتوبر من نفس العام.
وأوضحت أن بريطانيا وافقت على المشاركة في الأنشطة الدفاعية، ومن المتوقع أن تتحرك قريباً، فيما قال مصدر بريطاني للهيئة:«نحن لا نعلق على القضايا التشغيلية». يأتي هذا بينما لا تزال فرنسا تبحث هذه المسألة، وقال مصدر فرنسي للهيئة إن باريس«مستعدة للتحرك بشأن هذه القضية».

أخبار ذات صلة

0 تعليق