رام الله - دنيا الوطن
تمكنت الأجهزة الأمنية المصرية من الإيقاع بتشكيل عصابي مكوّن من شخصين، تخصص في الاحتيال على المواطنين من الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال، من خلال إيهامهم ببيع خطوط هاتف محمول تحمل أرقامًا مميزة، ليتبين لاحقًا أن هذه الخطوط وهمية وغير صالحة للاستخدام.

وبحسب بيان صادر عن مديرية أمن القاهرة، تم رصد عدد من البلاغات من مواطنين تعرضوا للنصب، ما دفع الأجهزة المختصة إلى تتبع نشاط الجناة. وتمكنت قوات المباحث من نصب كمين مُحكم بعد تقنين الإجراءات القانونية، أسفر عن ضبط أفراد التشكيل وبحوزتهم عدد كبير من شرائح الهواتف المحمولة ومبالغ مالية كبيرة، تؤكد ممارستهم للنشاط الإجرامي منذ فترة طويلة.

وأوضح العقيد أحمد محمود من وزارة الداخلية، أن أفراد العصابة كانوا يستهدفون الباحثين عن أرقام هاتفية ذات طابع خاص ومميز، عبر صفحات إلكترونية ومواقع متخصصة، إلى جانب بعض المحال التجارية التي توفر هذه الخدمات.

وأشار إلى أن الجناة استخدموا عدة طرق للاستيلاء على الأموال، أبرزها طلب تحويلات مالية عبر تطبيقات إلكترونية مثل "إنستاباي" أو من خلال لقاءات مباشرة، يُنفّذ خلالها النصب وسرقة الأموال قبل الفرار من الموقع.

في السياق ذاته، أكد المهندس سامح عبدالمقصود، المستشار الفني السابق بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن خطوط الهاتف المحمولة لا تُباع قانونيًا إلا عبر شركات الاتصالات المعتمدة، مشيرًا إلى أن بيعها بطرق غير رسمية يحمل مخاطر قانونية كبيرة للمشترين.

وأوضح أن بعض هذه الخطوط قد تكون مديونة أو مرتبطة بأعمال مخالفة للقانون، مما يُعرّض المشتري لمسؤولية جنائية دون علمه، لافتًا إلى أن بعض النصابين يربطون حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الخطوط تمهيدًا لبيعها لاحقًا عبر الإنترنت.

وأضاف أن هذه العمليات تستهدف فئة الأغنياء الذين يسعون للتميّز بأرقام هاتف يسهل تذكرها، مؤكداً أن الأسعار في السوق السوداء قد تصل إلى 15 ألف جنيه مصري، مقارنة بسعرها الأصلي الذي لا يتجاوز 300 جنيه، ما يوفّر بيئة خصبة للاحتيال المالي.

وقد أُحيل المتهمان إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.