إسرائيل تواصل استهداف الجياع وتقتل وتصيب العشرات في رفح

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

صعدت إسرائيل، أمس الثلاثاء، حربها على قطاع غزة، بارتكاب سلسلة من المجازر الدموية بحق الفلسطينيين، عبر استهداف منازل العائلات وخيام النازحين، ومواصلة استدراج طالبي المساعدات إلى محيط مراكز التوزيع وقتلهم، حيث أقر الجيش الإسرائيلي، هذه المرة، بارتكاب المجزرة الجديدة التي أودت بحياة 27 من الجياع وإصابة أكثر من 200 آخرين في رفح، فيما وصفت الأمم المتحدة الواقعة المأسوية وهي الثانية خلال يومين بأنها «جريمة حرب» وجددت المطالبة بتحقيق فوري ومستقل، كما طالب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة بتحقيق دولي في «مجزرة رفح». وفي وقت أعلن البيت الأبيض أنه على علم بتقارير عن المجزرة، وأنه يدرس هذه التقارير قبل تأكيدها أو اتخاذ أي إجراء، جرى الإعلان عن تعيين قس يميني رئيساً جديداً لمؤسسة «إغاثة غزة»، فيما أعلنت «مجموعة بوسطن الاستشارية» إلغاء عقدها مع شركة المساعدات الأمريكية في غزة في ضربة قوية للمشروع الإسرائيلي بتهجير الغزيين.
وفي اليوم ال78 من استئناف الحرب على غزة، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة جديدة، إذ أفادت مصادر طبية في مستشفى ناصر بمقتل 27 شخصاً، وإصابة أكثر من 200 آخرين، جراء إطلاق نار مباشر من آليات إسرائيلية على نازحين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية، غرب مدينة رفح. وارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية إلى 54510 قتلى، وتجاوز عدد المصابين 124901 شخصاً، فيما قتل أكثر من 70 شخصاً، وأُصيب مئات آخرون، أمس الثلاثاء، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة ومصادر طبية في القطاع. وصعدت القوات الإسرائيلية عملياتها الجوية والمدفعية على شمال غزة وقلب المدينة، وسط تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار. وترافقت الهجمات مع أوامر إخلاء جديدة للسكان، لدفعهم إلى النزوح جنوباً، في تكرار لسياسة التهجير التي اتبعتها إسرائيل، منذ بداية الحرب.  
وبينما برر الجيش الإسرائيلي إطلاق النار بأن استهدف مشتبهين اقتربوا من قواته، قالت«مؤسسة غز ة الإنسانية»إن عملياتها جرت بأمان الثلاثاء، لكنها أضافت أنها على علم بأن الجيش يحقق في إصابة عدد من المدنيين الذين خرجوا عن الممر المحدد لهم.
ودان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة «المجزرة الإسرائيلية قرب أحد مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في محافظة رفح». وأشار المكتب في بيان صدر عنه إلى أن هذه الحادثة تأتي ضمن سلسلة من الحوادث المشابهة، ليرتفع بذلك عدد الضحايا منذ بدء تشغيل هذه المراكز في مناطق رفح وجسر وادي غزة بتاريخ 27 مايو إلى 102 قتيل ونحو 490 مصاباً.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الثلاثاء بإطلاق النار قرب مركز لتوزيع المساعدات في جنوب قطاع غزة، وفق ما أعلن المتحدث باسمه. وقال ستيفان دوجاريك للصحفيين«من غير المقبول أن يخسر مدنيون حياتهم لمجرد أنهم يسعون إلى الحصول على غذاء»، مكرراً الدعوة إلى إجراء تحقيق مستقل في ما جرى. وبعد مطالبة الأمم المتحدة بتحقيق مستقل في مقتل وجرح العشرات إثناء انتظار المساعدات يوم الأحد، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس الثلاثاء إن«الهجمات القاتلة على مدنيين يائسين يحاولون الحصول على كميات زهيدة من المساعدات الغذائية في غزة غير مقبولة، الهجمات الموجهة ضد مدنيين تشكل خرقاً جسيماً للقانون الدولي وجريمة حرب». وقال تورك«يواجه الفلسطينيون أصعب الخيارات: إما الموت جوعا وإما المجازفة بأن يُقتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء الشحيح الذي توفره آلية المساعدة الإنسانية الإسرائيلية المسلّحة».
ومن جانبها، ذكرت منظمة العفو الدولية أن على دول العالم رفض خطة المساعدات الإنسانية التي تستخدمها إسرائيل سلاحاً. وأضافت أن على العالم المبادرة بتحرك فعلي لإنهاء الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.  
ومن جانبه، قال البيت الأبيض، أمس الثلاثاء‭ ‬إنه على علم بتقارير عن إطلاق القوات الإسرائيلية النار على فلسطينيين يسعون للحصول على مساعدات غذائية قرب موقع توزيع في جنوب غزة. وقالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض في إفادة صحفية «سندرس التقارير قبل تأكيدها من هنا أو قبل اتخاذ أي إجراء».
من جهة أخرى، أعلنت«مؤسسة غزة الإنسانية»، التي تدعمها الولايات المتحدة تعيين قس إنجيلي يميني رئيسا تنفيذياً جديداً لها. وقال المدير التنفيذي بالإنابة للمؤسسة جون أكري في بيان إن تعيين القس جوني مور«يؤكد تصميم مؤسسة غزة الإنسانية على الجمع بين التميز التشغيلي والقيادة ذات الخبرة والموجهة نحو الخدمة».
وفي وقت سابق، أمس الثلاثاء، أنهت«مجموعة بوسطن الاستشارية» التي شاركت في تأسيس صندوق«إغاثة غزة» تعاملها مع شركة المساعدات الأمريكية في غزة وسحبت موظفيها من تل أبيب. وذكرت ثلاثة مصادر مطلعة على الصندوق ومجموعة بوسطن الاستشارية لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، بأن الصندوق سيواجه صعوبة في العمل بدون الشركة. وكان الرئيس التنفيذي للصندوق جيك وود، قدم استقالته الفورية من منصبه، قبل أكثر من أسبوع، وعلل ذلك آنذاك قائلا: من المستحيل تنفيذ البرنامج مع الحفاظ على المبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد وعدم التمييز والاستقلالية وهي مبادئ لن أتنازل عنها.
(وكالات)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق