رام الله - دنيا الوطن
كشفت مصادر مطلعة للقناة 12 الإسرائيلية عن وجود إجماع داخل الأجهزة الأمنية في إسرائيل على ضرورة المضي نحو صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، رغم التصعيد السياسي الذي ينتهجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقراره الأخير بسحب الوفد الإسرائيلي من مفاوضات الدوحة.

وبحسب التقرير، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، خلال جلسات مغلقة، أن الضغط العسكري الحالي على قطاع غزة خلق "نافذة فرص" مواتية لإعادة الرهائن، داعياً إلى استغلالها للتوصل إلى اتفاق. وأضافت المصادر أن تصريحات زامير تعكس توافقاً واسعاً داخل المؤسستين العسكرية والأمنية على جدوى إبرام الصفقة في هذه المرحلة.

وكان نتنياهو قد أمر يوم الخميس الماضي بسحب كافة أعضاء وفده التفاوضي من العاصمة القطرية، بذريعة ما وصفه بـ"شروط غير مقبولة" طرحتها حماس، وفي مقدمتها مطالبة القيادي خليل الحية بضمانات أميركية لإنهاء الحرب بشكل نهائي، حسب ما نقلته وكالة "الأناضول".

وبالرغم من إعلانه، في مؤتمر صحافي الأربعاء، عن استعداد إسرائيل لوقف مؤقت لإطلاق النار بهدف استعادة الأسرى، فإن تشدد الحكومة الإسرائيلية حيال وقف دائم للحرب لا يزال يمثل عقبة رئيسية أمام التوصل لاتفاق.

يُشار إلى أن الوفد الإسرائيلي الذي شارك في محادثات الدوحة ضم ممثلين عن الجيش، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، ومكتب رئيس الوزراء، فيما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن عدد الأسرى الأحياء لدى حماس يبلغ نحو 24، وتسعى تل أبيب لإطلاق سراح 10 منهم في مرحلة أولى ضمن أي صفقة.

من جانبها، تطالب حركة حماس بضمانات دولية مكتوبة تضمن انسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من القطاع، وإنهاء الحرب بشكل نهائي، وهي شروط ترفضها إسرائيل حتى الآن.

وتأتي هذه التطورات في وقت استؤنفت فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 18 مارس الماضي، عقب هدنة مؤقتة جرت برعاية مصرية وقطرية وأميركية، لكنها انهارت في ظل تعثر المفاوضات بشأن المرحلة التالية من الاتفاق.