وجبة مجانية تنهي حياة عصابة بأكملها.. انتقام امرأة تُبيد 40 فرداً من عصابة قتلت أسرتها

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

متابعات - «الخليج»
لطالما كانت هايتي تحت رحمة عصابات الشوارع العنيفة، وتعرضت العديد من العائلات هناك، لمآسٍ مروعة على يد هؤلاء المجرمين القساة.
ولكن قلة فقط تجرؤوا على الرد خوفاً على سلامة أحبائهم.
ومع ذلك، هناك دائماً من يستطيع السير في طريق الانتقام، حتى لو كان بمفرده.
تصدرت امرأة من منطقة كنسكوف، الواقعة في العاصمة بورت أو برنس، عناوين الصحف العالمية بعدما نفّذت عملية قتل جماعي داخل صفوف إحدى العصابات المحلية التي أفادت التقارير بأنها مسؤولة عن مقتل عدد من أفراد عائلتها.

كيف وقعت الجريمة؟


تُعرف هذه السيدة كبائعة متجولة في الشوارع ومتخصصة في تحضير «الباتيه» وهي فطائر تشتهر بها المدينة.
وقد قدمت السيدة العشرات من هذه الفطائر لأفراد العصابة، مدعية أنها تشكرهم على حمايتهم للحي.
لكن في حقيقة الأمر، كانت تنفذ عملية انتقام مدبرة ضد من أرهبوها وقتلوا أهلها.
المرأة، التي لم يُكشف عن اسمها حفاظاً على سلامتها، كانت تبيع فطائر «الباتيه» منذ وقت طويل في منطقة كنسكوف؛ لذا لم يكن لدى أفراد العصابة أي سبب للشك بها.
لكن في اليوم الموعود بالتحديد، كانت الفطائر الهايتية محشوة بمبيد حشري صناعي شديد السمية، خبزته بنفسها في المنزل.
وبعد دقائق فقط من تناولهم للفطائر، بدأ المجرمون يعانون آلاماً حادة في المعدة وتقيؤاً شديداً، وتوفوا جميعاً وعددهم أكثر من 40 فرداً قبل أن يتمكن أي منهم من الحصول على المساعدة الطبية.

تفاصيل عن العصابة المستهدفة


عصابة «فيف أنسانم» (Viv Ansanm)، والتي تعني «نعيش معاً» باللغة الهايتية، تُعد واحدة من أخطر التحالفات الإجرامية في هايتي.
وقد تأسست في 29 فبراير 2024 نتيجة اندماج بين تحالفين رئيسيين من العصابات الإجرامية، وهما قوات G9 وعائلاتهم بقيادة جيمي شيريزييه، المعروف بلقب «باربكيو»، وتحالف جي-بيب (G-Pep) المنافس، ما جعلهم قوة لا يمكن قهرها بسهولة.
ويقود عصابة «فيف أنسانم» جيمي شيريزييه، وهو شرطي سابق تحول إلى زعيم عصابة، ويُعتبر من أبرز الشخصيات في المشهد الإجرامي في هايتي، بحسب رويترز.
يُعرف شيريزييه بظهوره العلني مرتدياً زياً عسكرياً.
وتُسيطر «فيف أنسانم» على ما يقرب من 85% من العاصمة بورت أو برنس، بما في ذلك العديد من المناطق الحيوية والبنية التحتية الرئيسية مثل الطرق والموانئ.
وقد أدى ذلك النفوذ الواسع إلى تعطيل حركة التجارة والمساعدات الإنسانية، ما زاد من معاناة السكان.
تُتهم «فيف أنسانم» بارتكاب مجموعة من الجرائم والانتهاكات، بما في ذلك:
•مجازر جماعية، مثل مذبحة ديسمبر 2024 التي أسفرت عن مقتل أكثر من 180 شخصاً.
•هجمات على مراكز الشرطة والسجون، بما في ذلك اقتحام سجن في مدينة ميريباليه وإطلاق سراح نحو 500 سجين في إبريل 2025.
•اختطاف وابتزاز المواطنين، إضافة إلى تهديد الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني.⁠
وقد صنفت الولايات المتحدة في 2 مايو 2025، «فيف أنسانم» كمنظمة إرهابية عابرة للحدود، ما أدى إلى تجميد أصولها وحظر التعاملات المالية معها.
كما فرضت الأمم المتحدة عقوبات على زعيمها جيمي شيريزييه، شملت حظر السفر وتجميد الأصول.
وقد أدى تصاعد نفوذ «فيف أنسانم» إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في هايتي، حيث تسببت في نزوح أكثر من مليون شخص وتدهور الأوضاع الصحية والغذائية.
كما أعاقت وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، ما زاد من معاناة السكان.

الانتقام الشخصي يقود إلى مجزرة جماعية


بحسب وسائل إعلام محلية، فقد توفي 40 عضواً من عصابة «فيف أنسانم» في بورت أو برنس.
واجهت السيدة العصابة بدون سلاح، فقط الغضب والألم والحزن على أفراد عائلتها الذين لقوا حتفهم على يد العصابة، كان ذلك كافياً لأن يقود قلبها لخطة الانتقام تلك.
وبسبب خوفها من الانتقام، غادرت المرأة منزلها في كنسكوف، وهو ما اتضح لاحقاً أنه قرار صائب، إذ تم إحراق منزلها بعد وقت قصير من وقوع حوادث التسميم.
وسلّمت المرأة نفسها للشرطة الهايتية، واعترفت بتسميم 40 من أفراد العصابة انتقاماً لمقتل أفراد عائلتها.
وذكرت أنها تصرفت بمفردها، حيث خططت ونفذت العملية دون مساعدة من أحد.
وحتى الآن، لا تتوفر معلومات عمّا إذا كانت ستواجه تهماً قانونية بسبب قتلها لأفراد العصابة المعروفين بسجلهم الإجرامي أم لا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق