في رحلة العمل والاستمتاع نحو «2030»، ونحن اليوم في عامنا التاسع في هذه الرحلة، حققت مملكتنا الحبيبة 85% من نسبة المبادرات المكتملة أو على المسار الصحيح، حيث اكتملت 674 مبادرة من إجمالي 1,502 مبادرة، فيما تتمركز 596 مبادرة في مسارها الصحيح.

وفي قياس أداء البرنامج والاستراتيجيات، حققت المؤشرات السنوية ذات العلاقة 93%، حيث تحقق بشكل كامل 299 مؤشرا من أصل 374، بينما قارب 49 مؤشرا على تحقيق المستهدف (بين 85% و99%).

احتفلنا وسعدنا جميعا الأسبوع الماضي عند إصدار «التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 لعام 2024»، التقرير مليء بالإنجازات والفخر والمعلومات التي تجعلنا نطمئن لمستقبل الأجيال في ظل الصعوبات الاقتصادية العالمية ولكل دولة. الرؤية مشروع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتسير بخطى ثابتة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظهما الله.

ضمن الملخص التنفيذي للتقرير السنوي لمنجزات 2024م للرؤية، وضمن ما يخص محور «مجتمع حيوي»، سجل عدد المعتمرين من خارج المملكة خلال العام رقما تاريخيا وصل 16.92 مليونا متجاوزا مستهدف العام الذي كان 11.3 مليون معتمر. وارتفعت نسب تملك الأسر السعودية لمنازلها 65.4% متجاوزا المؤشر المستهدف للعام الذي كان 64%. بينما سجلت السعودية 8 مواقع سعودية في قائمة التراث العالمي لليونسكو محققين مستهدف عام 2030م.

أما في محور «وطن طموح»، فقد ارتفع عدد المتطوعين ووصل إلى أكثر من 1.2 مليون متطوع ومتطوعة متجاوزين مستهدف عام 2030م والذي كان مستهدفا عدد مليون متطوع. بينما قفز ترتيب المملكة في مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الالكترونية 25 مرتبة محققا الترتيب السادس، بينما كان المستهدف لعام 2024م الترتيب الـ26.

وفي محور «اقتصاد مزدهر»، فقد حققت المملكة المركز الـ16 في مؤشر التنافسية العالمي متقدمة 20 مرتبة مقارنة بعام 2016م. وارتفعت أصول صندوق الاستثمارات العامة 3.53 تريليونات ريال متجاوزا مستهدف عام 2024م والذي كان 3.3 تريليونات ريال. وفي توليد الفرص الاستثمارية، حققت المملكة 1,865 فرصة خلال العام متجاوزة المستهدف 1,197 فرصة لعام 2024م.

تفاصيل كثيرة وعميقة في التقرير، حيث إن المملكة تبني اقتصادا متسارع النمو ومتنوعا لمصادر الدخل ويهدف إلى تحقيق الاستدامة والاستقرار الاقتصادي وممكنا لمكانة عالمية طموحة. ركائز مهمة في تفاصيل التقرير منها دور اقتصادي محفز وقطاع خاص فعّال ويتوسع مع الفرص الاستثمارية المحفزة، واستثمار الثروات التعدينية الثمينة وتحريك القطاع الصناعي (الدينمو)، وفرص وتقنيات ورافد داعم كاللوجستي، واقتصاد رقمي يليق بالطموحات ومنافسة الدول المتقدمة.

وفي ثنايا التقرير، تمكين المجتمع حيث استثمار وتمكين القدرات، وبيئة صحية عامرة، وإسكان يحقق النماء والاستقرار ومنظومة الكترونية بلا ورق، ومجتمع مسؤول ومواهب ممكنة تنافس العالم، ورياضة مزدهرة تنهض بالمجتمع، وجميعها لها تفاصيل عميقة نفخر بها.

نحمد الله أننا نقدم رعاية فائقة وعناية بضيوف الرحمن، وسياحة ترحب بالعالم بأرقامها التي لا تتحدى إلا نفسها، وتراثا وثقافة تبهر العالم، وترفيها فاق حضوره جميع المستهدفات. لم تغفل المملكة عن أمنها الغذائي والدوائي والمائي واستدامة مواردها، وأرض خضراء وطاقة متجددة منخفضة الكربون، وتنوع أحيائي بحري وبري وثروات محمية.

في الختام، أود أن أذكر ما يلامس القلوب، وقصص المملكة العظيمة في «الدعم المجتمعي» وبرامج جود الإسكان وغيرها، وبرامج الأسر الكافلة والصديقة للأيتام، وبرامج تحويل الأسر الضمانية إلى أسر فاعلة ومعتمدة على نفسها تعود للحياة مجددا، حيث تمكنت المملكة خلال عام 2024م من تمكين ومساعدة ودعم 120 ألف أسرة ضمانية لتحولها إلى أسرة طبيعية قائمة تعتمد على دخلها، وقد كان العدد للعام الذي سبقه 100 ألف أسرة تحولت أيضا إلى أسرة معتمدة على نفسها.

Barjasbh@