نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«إحباط لطيف»... عن اللغة الجديدة للبيروقراطية الحديثة, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 01:25 صباحاً
«في هذا الاجتماع جئنا لدعمكم...» عبارة افتتاحية دافئة، تبشر بالخير... أو هكذا يبدو! لكنها في الواقع تُخفي خلفها تكليفات إضافية قد لا تتناسب مع طاقتك ولا وقتك. أما «دعمكم» فهي غالبا تعني: سنُسهل المهمة بإبعاد أي موظف يعارضها، حتى لو كنت أنت!
«شاركونا تجربتكم» جملة تنبض بالتحفيز، لكنها في الحقيقة دعوة لتعبئة خانة في تقرير رسمي. ستُسأل، وستتكلم، وسيُقال لك: مداخلتك رائعة، لكنها لن تجد طريقها إلى أي قرار فعلي. المهم أن يُكتب في التقرير: تم إشراك الموظفين.
الأمر أشبه بخدمة العملاء التي تستمع إلى شكواك بكل تعاطف... بينما زر «كتم الصوت» مُفعّل، وعندما يُرفع الزر، يُقال: صوتك وصل، شكرا لك، ومعك التقييم!
«أعطونا قصص نجاح» عبارة مرنة يمكن استخدامها في أكثر من سياق: إما بهدف التباهي أمام أصحاب القرار، أو لسحب إنجازاتك وإعادة تغليفها كأنها من «رؤية الإدارة». أو ببساطة، محاولة تعريب وتطبيق تجربة أجنبية لا تشبه واقعك في شيء.
«الحوكمة والالتزام» كلمتان تحملان دلالات عظيمة في الأصل، لكن حين تُستعملان ذريعة لتأخير العمل أو التدخل في تفاصيل لا تستحق، تصبحان مرادفا للبيروقراطية العقيمة.
ترجمات ساخرة ولطيفة لبعض العبارات الشائعة: «يوجد تحديات في هذا الموضوع» تعني: لا أريد، ولن أفعل... وأحيانا لن أعمل، ولكن بأدب، بغلاف اسمه تحديات. وهي أحيانا أخرى رمي للعبء على إدارة أخرى، وبطريقة أخرى: هؤلاء يعيقون عملي، تصرفوا معهم! وربما صارت ذريعة لنقد تلك الإدارة.
«سأضعه في دوره في قائمة أعمالي» تعني: لن ترى النور قريبا، وربما أبدا. لأن قائمة أعماله هي الأعمال التي لا تُنجز، أما ما يُنجز فهي أعماله فعلا!
«تعرف وغيرك معلم» / «أنت أعلم مني بكثير» تعني: صمتك الآن أنسب للجميع، أو: أنت لا تعلم أصلا، ولكن أقولها لك بأدب قبل أن يتطور النقاش وأقول لك بقلة أدب: أنت لا تعلم ولا تعرف!
«رأيي والرأي للجميع» تعني في الحقيقة: قراري قد تم اتخاذه، وأحببت فقط أن أبدو ديمقراطيا. بمعنى آخر: القرار قراري وليس قرار الجميع، والدليل على ذلك أن هذه العبارة تُقال في نهاية النقاش، وليس في أوله، خاصة إن قالها الجالس في رأس الطاولة، فيبدو أن الأمر قد حُسم.
أخيرا، أتوقع أن ثمة عبارات أخرى بدأت ترنّ في رأسك، عن تلك العبارات الإدارية التي تلبس ثوبا أنيقا، تُخفي خلفها مديرا عبوسا ديكتاتوريا، لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم إلا بما يراه هو فحسب! وفي الختام: اللغة لا تكذب، لكنها تُجمّل الحقيقة.
Halemalbaarrak@
0 تعليق