حضارة تتقدم.. وعقول تتقهقر!

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حضارة تتقدم.. وعقول تتقهقر!, اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 02:20 صباحاً

تسعى مملكتنا الحبيبة جاهدة في التطوير والتنمية المجتمعية، وفق أعلى المعايير، وعلى الأصعدة كافة، لترتقي بأفرادها إلى مصافّ العوالم المتحضرة. لكن بعضنا - مع الأسف - يأبى إلا أن يحمل فكرا جاهليا، يترنّح به بين العنجهية والفوضى، ويرجع به عن مسار التقدم نحو النكوص الحضاري، ليخلق صراعا محتدما وعداوة تنفث سمومها في الأرواح؛ فكرا يفرض الجهل والتعنصر، ويرفض التأدب والتحضّر.

العنصرية هي آفة العصر الحديث، ومظهر من مظاهر معارضة الدين وخطاباته السامية في تأليف قلوب المسلمين والمؤاخاة بينهم. وقد جاء الإسلام ناهيا ومؤاخيا، كما في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وسمّى نبينا هذا الشر المستطير "دعوى الجاهلية"، ونهى عنه بقوله "دَعوها فإنها مُنتِنة".

العنصرية سهمٌ مسموم، يطلقه المرء على نفسه قبل غيره؛ يهدم به بنيان مجتمعه، ويعادي به مقاصد دينه التي جاءت لترفعه وتستنقذه من الجهل والضياع.

العنصرية تطمس نظرة الإنسان لحكمة الخالق في اختلاف البشر، والتي تُعد إحدى الآيات في الكون، كما قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ...}.

سيبقى تقدّمُنا الحضاري، في ظلّ آفة العنصرية، جهدا بلا ثمر، وتطيبا بلا اغتسال، ما لم نَعِ أن حضارة الأمم تبدأ من عقول أبنائها قبل أن تتطاول بنيانها.

وبلا عقول واعية، تغدو الحضارة خاوية، غير مستقرة ولا نامية، تجرّ أفرادها إلى أطراف هاوية.

فالأوطان الراقية لا تُبنى على الكراهية!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق