لكن المشكلة تبدأ حين يتحول الكرسي إلى هوية.
حين يصبح الاسم مربوطا بالموقع لا بالمنجز.
وحين تقاس الكلمات بميزان القوة لا الحكمة.

في بعض بيئات العمل، الكرسي لا يضيف شيئا... بل يسلب منه كل شيء ما إن يغادره صاحبه.

الابتسامات تتبخر، الأبواب تغلق، والوجوه التي كانت تفيض حفاوة، تصاب بجفاف مفاجئ.

خذوا مثلا بسيطا.. زميل بالأمس كان لا يهدأ إلا بين يديك، واليوم لا يعرفك إن لم يعرف منصبك.

الشللية؟ ليست أكثر من ملاذ للضعفاء.. جماعة تصنع وهم الأمان، لكنها تنهار عند أول مواجهة حقيقية.
هم أول من يصفق، وأول من يخذل.

وجوه تبتسم لك، وقلوب تنتظر سقوطك لتلتقط صورا للحظة.
في تلك اللحظة ستدرك أن الصعود وحده لا يعني النجاح.. وأن الكرسي العالي لا يمنعك من السقوط، بل يؤلمك أكثر.

أما الذين لم يتغيروا، فقلائل.
أولئك الذين كانوا هم أنفسهم قبل وبعد.
من لم يرفعوا أصواتهم بالسلطة، بل صمتوا بها.