"الخط الأول" .. إلهام النقوش الأثرية

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الخط الأول" .. إلهام النقوش الأثرية, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 03:33 مساءً

على الرغم من التطور التكنولوجي الذي يعيشه المجتمع، وما واكبه من تحوُّلٍ رقمي في أغلب المجالات، بما فيها طرق التواصل عبر الكتابة، وتراجع الأساليب التقليدية التي تعتمد على القلم والورق، إلا أن الخط العربي ورغم كل ما يواجهه من تحديات العصر، ما زال يحافظ على توهُّجِه وحضوره العالمي القوي، وذلك من خلال أسلوبه الفريد، وجمال أنماطه وأنواعه المختلفة التي تطورت عبر القرون، لِتُجسِّدَ الازدهار الثقافي والاجتماعي للحضارات الإسلامية والعربية.

ومن منطلق إيمانها بأهمية الخط العربي ودوره في تشكيل الهوية الثقافية الوطنية، بوصفه الوعاء الفني الإبداعي الذي احتوى الثقافة العربية عبر تاريخها الطويل، أعلنت وزارة الثقافة مؤخراً إطلاق عددٍ من الخطوط العربية، تتمثل في "الخط الأول" و"الخط السعودي"، حيث تتجلى من خلالهما الهويةُ الثقافية للمملكة العربية السعودية، وذلك استناداً إلى المصادر المتمثّلة في النقوش العربية القديمة، والمصاحف، والتي كانت المملكة الحاضنة التاريخية لهما، على مَرِّ الحضارات الإنسانية العريقة.

وقد استلهمت وزارة الثقافة "الخط الأول" من النقوش الأثرية للنمط العربي القديم؛ في نقوش الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأدعية والأخبار، التي يعود تاريخها إلى القرن الأول الهجري حيث نقشها الصحابة والتابعون وتابعوهم، وتم العمل على بناء النموذج الخطي لـ "الخط الأول" في أسلوبٍ يحافظ على خصائص الخطوط الأولى من مصادر الإلهام مع سماتٍ تصميمية خاصةٍ به.

وتعكس التوجُّهاتُ التصميمية لـ"الخط الأول" روحَ الخط الموجود في أقدم النقوش الواضحة بالجزيرة العربية في القرن الأول الهجري، مع مراعاة وضوح الخط، والمعايير الجمالية، كما اعتمد في بنائه على النمط اليابس، ومحاكاة نمط الخط في أقدم النقوش، وماورد في المصادر الأخرى في تلك الفترة الزمنية.

وشارك في دراسته وتنفيذه مجموعةٌ من الخُبراء المحليين والدوليين ضمن فريق الباحثين المساهمين بالمشروع، حيث استطاع الباحثون من خلال دراستهم تحليل قواعد الكتابة الموجودة في النقوش الصخرية (مثل نقوش النصوص القرآنية بين مكة المكرمة والمدينة المنورة)، وتمت الاستفادة من المصاحف المبكرة الموجودة في المكتبات العالمية (مثل عربي 331 وعربي 330 وغيرها)، وأظهرت نتائج دراسة تحليل خطوط المصاحف المبكرة والنقوش الصخرية تشابهاً في الهوية البصرية وأسلوب كتابة الحروف بشكل عام، الأمر الذي ألهم استنتاجَ أنماطٍ فريدةٍ بعد تطوير الأصول الفنية للخط بما فيها النسب الجمالية في نظام السطر من القمة والارتكاز والأدنى، والمسافات بين الحروف والكلمات والأسطر والنقاط وعلامات التشكيل، للحفاظ على الميزات الفريدة في مصادر الإلهام مع تبسيطها لتصبح معيارية وقابلة لتطبيقها رقمياً.

يُذكر أن وزارة الثقافة تحرص من خلال مبادرتها على تعزيز حضور الخطوط العربية بهويتها الأولى في التطبيقات المعاصرة، تحقيقاً لمستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة تحت مظلة رؤية السعودية 2030 والمتمثّلة في العناية باللغة العربية، وتنمية المساهمة السعودية في الثقافة والفنون.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق