السعودية وإيران.. من التصعيد إلى التفاهم المشترك

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السعودية وإيران.. من التصعيد إلى التفاهم المشترك, اليوم الأحد 20 أبريل 2025 09:34 صباحاً

تؤكد زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع إلى العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الفائت، ولقاؤه كبار مسؤوليها وعلى رأسهم القائد العام السيد علي خامينئي، ورئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء محمد باقري، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي أكبر أحمديان، أهمية الزيارة من حيث وقتها ودلالتها ومضمونها السياسي والأمني.

إذ تأتي هذه الزيارة في وقت عصيب جدا، جراء حدة التوتر بين التكتل الإسرائيلي الأمريكي من جهة والإيراني في الجهة الأخرى، وبالرغم من بدء المفاوضات الأمريكية الإيرانية غير المباشرة برعاية سلطنة عمان، وتجددها بالأمس في العاصمة الإيطالية روما، إلا أن فتيل الحرب لا يزال مشتعلا، وبخاصة أن حكومة نتنياهو تسعى جاهدة لتوجيه ضربة عسكرية قوية ضد إيران ومفاعلاتها النووية.

أمام ذلك وبحكم الجوار الجغرافي، كان لا بد أن يكون للسعودية ودول الخليج علاوة على دول الهلال الخصيب، رأي وموقف حاسم إزاء ما يجري من حشد نحو الحرب التي سيكون لها ضررها البالغ على كل المنطقة والإقليم والعالم. من هنا تأتي أهمية الزيارة وعلو درجتها واهتمام القيادة الإيرانية بها، لكون السعودية أحد أهم المفاصل السياسية والاقتصادية والأمنية على الصعيد الإقليمي والدولي.

على أن أهم ما لفتت إليه الزيارة كان في نسقها الودي الذي استقبل فيه الأمير خالد ومرافقوه، ودرجة اهتمام القيادة الإيرانية بها، والأهم أنها كسرت حاجز التردد من ترتيب أي لقاء مباشر بين كبار مسؤولي البلدين، وفي يقيني فتلك قيمة كبرى كان البلدان في حاجة إليها، وأقصد الحديث المباشر بينهما وعلى أعلى المستويات السياسية والأمنية، حيث سيقضي ذلك على كل الشوائب التي يمكن أن تنمو انطلاقا من سوء فهم من الطرفين.

أشير إلى أن العلاقات بين البلدين قد تطورت بين مد وجزر خلال الفترات الماضية، لكنها لم تكن بالوضوح والشفافية نفساهما وفق ما هي عليه الآن، ولعل ذلك راجع إلى طبيعة التوتر الديني المذهبي القائم في الجهتين سابقا، وحين تحررت المنطقة من ذلك العائق كان انعكاسه إيجابيا على البلدين، وأدى إلى ثبات حالة الوفاق بين البلدين منذ توقيع الاتفاق الأمني بوساطة صينية وحتى الآن، وفي ذلك قيمة مهمة لتوثيق حالة الاستقرار في المنطقة.

أشير أيضا إلى أن انفراجات سياسية قد تمت بين السعودية وإيران في وقت سابق، لكنها لم تترجم إلى برامج سياسية وأمنية مشتركة، وظلت رهينة طبيعة التقلبات والأحداث السياسية، وهو ما أرجو أن نتجاوزه اليوم، ولا سيما أن الذهن السعودي بقيادة الأمير محمد بن سلمان قد أخذ في تسنم الدرجات السياسية المستحقة، والتي تتناسب مع مركزية الدولة وأهميتها على مختلف الأصعدة، الأمر الذي أهلها لقيادة الشرق الأوسط والخروج به من أزماته المختلفة، وهو دور قيادي يفرض الارتباط بكل الدول والوقوف بشكل مباشر على مختلف القضايا بحكمة وروية ودراية سياسية، وهو ما تقوم به السعودية اليوم، مما جعلها محط أنظار العالم، ومركزا لبناء القرار السياسي على الصعيد الإقليمي والدولي.

أخيرا، صار واجبا أن يكون لدول الشرق الأوسط المركزية وهي السعودية ومن ورائها الدول العربية المعنية، وتركيا، وإيران موقف حاسم إزاء حالة التصعيد الهمجية التي تمارسها إسرائيل في المنطقة بدعم كلي من الغرب والولايات المتحدة، وأصبح مهما رفع درجة التنسيق بينهم لتوحيد الرأي والوصول إلى صيغة توقف حالة الحرب القائمة في المنطقة، وهو ما يستلزم فتح حوار مباشر بين مختلف الدول، وتكثيف أعمال التنسيق والاجتماعات البينية في مهمة شاقة لخفض حدة التوتر الأمني والسياسي، وإعادة وتيرة السلم المؤدي إلى السلام العادل في أجواء الإقليم بأكمله.

zash113@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق