إعداد: هدى النقبي

تميّز الزي التقليدي للمرأة الإماراتية منذ القدم بقطعة القماش الذهبية التي توضع على الوجه لتظهر بعض الملامح البارزة كالعينين وجزء من الخدين، ويسمى «البرقع»، ويرمز إلى الحشمة والعادات والتقاليد المتوارثة، وأبرز ما يميز هذه البراقع أنها تعتبر من الحرف التقليدية الإماراتية التي كانت تمارسها المرأة باعتبارها مصدراً للرزق.
البرقع جزء أساسي من الزي التقليدي للإماراتية، حيث يجمع بين الأصالة والخصوصية والجمال، وعلى الرغم من تطور الأزياء وتغير صيحات الموضة، لا يزال البرقع يحتفظ بمكانته المتميزة في المجتمع الإماراتي، خاصة بين الأجيال الأكبر سناً وفي المناسبات التراثية والوطنية.
يرجع استخدام البرقع في الإمارات والخليج العربي إلى قرون مضت، حيث كان يُصنع يدوياً من قماش خاص يسمى «البريسم» (الحرير) ويُصبغ عادة باللون الذهبي أو الأزرق الغامق، يصنع البرقع بحياكة قطعة مربعة الشكل من الشيل تكفي لتغطية الوجه بأكمله، ثم توضع قطعة السيف الخشبية في المنتصف على الأنف، ويتم تحديد فتحتين كبيرتين للعينين وقصهما، ثم يوضع القماش على الجهة الأمامية للبُرقُع، وبعد ذلك تتم حياكته.
كان البرقع قديماً يُستخدم كرمز للحشمة والستر والجمال، كما كان يعكس المكانة الاجتماعية للمرأة، حيث تتميز بعض الأنواع بتصاميم معينة وفقاً للعادات والتقاليد المحلية، ومن أشهر أنواعه برقع الفضة: يتميز بلمعانه وهو شائع بين النساء المتزوجات، برقع الذهب: يرمز إلى الثراء والمكانة الاجتماعية العالية، برقع العروس: يتميز بزخارف خاصة ويُرتدى في المناسبات الخاصة مثل الأعراس.
على الرغم من تراجع استخدام البرقع في الحياة اليومية بين الأجيال الشابة، إلا أنه لا يزال جزءاً مهماً من الثقافة الإماراتية، حيث يُرتدى في المناسبات التراثية والاحتفالات الوطنية، كما أنه يُستخدم في العروض الثقافية والفنية التي تسلط الضوء على التراث الإماراتي.
ويعد البرقع جزءاً من التراث الإماراتي الأصيل وجزءاً من الموروث الشعبي الذي يعكس تاريخ المرأة الإماراتية وأسلوب حياتها في الماضي، وبينما تتغير العادات والتقاليد بمرور الزمن تختلف أحجام وتصاميم وألوان البرقع حسب العادات والتقاليد في كل إمارة من إمارات الدولة، هذه الفروقات تعكس التنوع الثقافي بين الإمارات، مع حفاظ الجميع على هذا الرمز التراثي العريق.