تعد المائدة الرمضانية في الإمارات صورة حية لتقاليد الضيافة العريقة، حيث تتنوع الأطباق التقليدية التي تُقدّم خلال الإفطار لتشمل ما يعكس روح المجتمع الإماراتي وقيمه العريقة، لتشمل العصائر المنعشة، والمقبلات اللذيذة، والأطباق الرئيسية الدسمة، وصولاً إلى الحلويات التقليدية والحديثة التي تضفي لمسة خاصة على هذا الشهر الكريم.
يبدأ الإفطار كما جرت العادة بتناول التمر والماء، اقتداءً بالسنة النبوية، لتتلو ذلك أطباق متنوعة على الموائد بكرم ووفرة ومن أبرز المأكولات التي تتزين بها المائدة الرمضانية الإماراتية «الهريس»، الذي يُحضّر من القمح المهروس واللحم أو الدجاج، ويُقدم كوجبة دافئة ومغذية، كما يحتل الثريد مكانة خاصة، وهو طبق تراثي مهم في المائدة الرمضانية يتكون من خبز الرقاق المغموس في مرق اللحم أو الدجاج مع الخضار، ويعكس بساطته وجذوره الشعبية.
وتكتمل وجبة الإفطار بوجود أنواع الأرز المختلفة سواء المجبوس أو البرياني الذي يعد من الأطباق الأساسية التي تقدم بمزيج متوازن من الأرز والتوابل العطرية مع اللحم أو الدجاج وتُعد «المضروبة» من الأكلات الإماراتية التقليدية التي تتميز بقوامها الكريمي الغني بالنكهات والتوابل المحلية، وتتنوع أصنافها بين الدجاج، اللحم، ما يجعلها خياراً مفضلاً للصائمين خلال رمضان لقيمتها الغذائية وسهولة هضمها، تُطهى بمزج المكونات حتى تذوب تماماً، وتُقدم ساخنة مع السمن الإماراتي لإبراز نكهتها الأصيلة، ومن بين الأطباق الإماراتية المميزة التي تحضر على مائدة رمضان المرقوقة، وهي وجبة مشبعة تتكون من عجين رقيق يُطهى مع اللحم والخضار في مرق متبل بالبهارات الإماراتية.
تحتل المقبلات مكانة خاصة على المائدة، حيث تُقدم السمبوسة بأشكالها المختلفة، سواء كانت محشوة بالخضار، أو الدجاج، أو اللحم، أو الأجبان، كما تُعد الباكورة بالخضار من الأطباق المحببة، وهي عبارة عن كرات مقلية من العجين المخلوط بالخضراوات والتوابل، ولا تخلو السفرة من المعجنات والفطائر المتنوعة، إلى جانب السندويشات الخفيفة مثل سندويش الدجاج، فضلاً عن السلطات المختلفة التي تضيف نكهة طازجة وصحية إلى وجبة الإفطار.
المشروبات الرمضانية
يحرص الإماراتيون على تقديم مجموعة من المشروبات المنعشة التي تساعد على تعويض السوائل بعد يوم طويل من الصيام، ويأتي على رأسها عصير الفيمتو، المشروب الرمضاني الشهير بنكهته المميزة، إلى جانب عصير الجلاب واللبن البارد، بالإضافة إلى عصائر الفواكه مثل التانج بنكهة البرتقال، التي تسهم في ترطيب الجسم ومنحه الطاقة.
بعد وجبة الإفطار، تأتي الحلويات لتكمل التجربة الرمضانية، حيث تتصدر اللقيمات والتي تتغمس في الدبس أو العسل، كما يحظى الفرني بشعبية واسعة، وهو طبق كريمي يُحضر بحليب معطر بالهيل والزعفران. بالإضافة إلى ذلك، تُزين السفرة بأطباق مثل الكريم كراميل، الجلي، القطايف، الكنافة، والبقلاوة، إلى جانب الحلويات الحديثة التي تُقدَّم بلمسات إماراتية معاصرة، مما يضفي تنوعاً يرضي جميع الأذواق.
هذه الأطباق ليست مجرد وجبات رمضانية، بل هي انعكاس لتاريخ الإمارات وثقافتها، حيث يمتزج عبق الماضي مع روح الحاضر ليخلق تجربة طعام رمضانية غنية بالدفء والكرم، إنها قصة تتجدد كل عام، وترويها الأطباق التي تجمع العائلات وتوثّق معاني الضيافة الإماراتية الأصيلة.
0 تعليق