في يوم 22 فبراير، الموافق 1772م. تأسست الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود - طيب الله ثراه. مناسبة وطنية تحكيها أمجاد ثلاثة قرون مضت، وتروي ثقافة و تاريخ هذه الأرض، التي شهدت على ولادة ثلاث كلمات : " تاريخ، انتماء، احتفاء."

نستهلّها بالتاريخ. يوم ائتلف فيه ابناء الوطن مع ذكرى مسيرة مطلع اجدادهم ، الذين خاضوا حروباً، وشيدوا بيارق النصر، وسالت دماءهم فوق رمال البر والبحر في رابعة النهار وعتمة الليل في رمضاء الصيف وعُفرة الشتاء . ويستشرف فيه بخطى تكريم الأبطال الذين وضعوا لبنات هذا البناء العظيم لبنات ممزوجة بالمروءة والشهامة والشجاعة . وجعلوا منه صرحا شامخا تحتضنه أرض الجود والتفاؤل تحت ظل عنان السماء . كما ويستذكرون اللحظة الفارقة التي شهدت فيه الاراضي على الوحدة واللحمة. ويحتفلون بتاريخ مجدهم، وينحنوا إجلالًا وإكباراً لهؤلاء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل وطنهم . أما الانتماء. فمملكتنا الحبيبة التي غرست أوتاد روابط الولاء والانتماء في كل فرد من افرادها وزرعته في حياض الوطن. من الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن أقصى الشرق إلى الغرب والى حيث أراضي نجد. قرعوا طبول التآلف مصطفين كتفًا بكتف، متعاضدين كالجسد الواحد، متعاهدين على الاخلاص و الولاء لوطننا الغالي.

واخيراً وليس آخراً الاحتفاء. يقف ابناء الوطن اليوم وقفة شموخ واعتزاز، للاحتفاء بذكرى تأسيس المملكة، التي ارساها حكامنا آل سعود الكرام تحت مظلة وارفة الأمن والأمان، والتآخي مجسدة اللحمة الوطنية. وينشدون معا نشيد علياء الراية التي رفعها الحكام الميامين اجلالا، لتكون شاهدًة على بأس سيوفهم، و على رباطةً جأشهم بغية رفع راية التوحيد وبناء دولتنا العتيدة. واليوم، ونحن أبناء هذا الوطن، ننشد معًا للحفاظ على ما بناه رجالاتنا البررة، ولنكمل المسيرة بنهجهم القويم، ولنبقى دائمًا مخلصين لوطننا، حافظين على سؤدده وشموخه، وبالتوازي محافظين على موروثنا التليد الذي لم ينفك شامخًا، قويًا، أبداً بفضل من الله ثم بفضل تماسك شعبه وقيادته الرشيدة، بعزمٍ لا يكل أو يلين مهما كانت التحديات أو أشتدت الأزمات ودورنا ليس اقل من الذود عن حياض الوطن مهما كلفنا إلى ذلك سبيلا .. حفظ الله مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ملهم النهضة بمختلف تضاعيفها وعراب التنمية المستدامة.