أكدت أكاديميات وأديبات متخصصات في الشأن التراثي، أن المرأة الإماراتية منظومة مؤثرة في بناء وحفظ الهوية وانتقالها بين الأجيال.
جاء ذلك في حلقة نقاشية ضمها البيت الغربي ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية بعنوان «مستودع التراث.. جذور الحفظ والصون»، بمشاركة الدكتورات عائشة الغيص، وموزة المنصوري وعائشة بالخير، إضافة إلى فاطمة المزروعي ووفاء سالم، وأدارت الندوة شيخة المطيري.
واستهلت د.عائشة الغيص، حديثها حول ارتباط الكثير من مفردات اللهجة الإماراتية بأصولها الفصيحة، وضربت لذلك مجموعة من الأمثلة الواقعية في مجال ملابس وزينة المرأة الإماراتية بالرجوع إلى المعجمات العربية، مشيرة إلى كلمات مثل: ثوب، جلابية (جلباب)، حقب، خلخال، خاتم، خضاب، عقص، وقاية، عباءة، غشوة، برقع، ورس، قلادة، فتخ، طاسة، والعديد من المفردات الأخرى.
«كنا محاصرين بثقافتنا، ولذلك لم تقتصر تربيتنا على البيت وإنما كان المجتمع كله شريكاً في التربية»، بهذه الكلمات انطلقت د.عائشة بالخير في حديثها، مضيفة: «إن التربية إرث مشترك، وهي ليست مقصورة على بلد من دون آخر، وإنما هي ثقافة عالمية تقترب أو تبتعد من ثقافتنا؛ إذ لا يخلو بلد منها بصرف النظر عن طبيعتها ومكوناتها». وأشارت إلى أمثلة مشتركة مثل: مهاواة الرضيع، ولبس البراقع، وخاطبة النساء.
وتحدثت الكاتبة وفاء سالم عن «السنع»، أو التقاليد، في تشكيل التربية والثقافة، مؤكدة دور المرأة الأساسي في هذا المجال، والمهمة الكبيرة الملقاة على عاتقها، لاسيما خلال هذا العصر. وطالبت بأن تكون المرأة قوة دافعة لخلق وإعادة «السنع» من جديد لضمانة بناء جيل مقتدر متصل بالجذور واثق بالنفس معتز بالهوية والانتماء.
د.موزة المنصوري، بينت أن الأسواق الشعبية التي مثلت في البداية قيمة اقتصادية، تحولت نحو المفهوم الاجتماعي، فجذبت الكثير من ثقافات البشر بحكم التواصل والتجارة بحراً وبراً؛ إذ لم تقتصر على البيع والشراء؛ بل صارت مجالس للتحكيم والتشاور وتبادل الرأي وهو ما عكس انفتاح الشارقة، وقدرتها على التواصل الإنساني.
واختتمت فاطمة المزروعي، الندوة بالحديث عن دور الأرشيف الوطني في حفظ تراث الإمارات منطلقة من فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أكد أن من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل.
وأشارت إلى اتساع الاهتمام بالأرشيف، وتوسع نطاق عمله في ظل دخول ملايين الوثائق، وازدياد عدد الموظفين من 4 إلى 258 موظفاً، والانفتاح على الباحثين من مختلف أنحاء العالم بتوفير ما يريدونه من الوثائق.
وأكدت أن الجميع بانتظار تحقيق الحلم الكبير بافتتاح المكتبة الوطنية للأرشيف في أبوظبي بحلول عام 2027.
0 تعليق