أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، أن مصر تُعد خطة حول كيفية العمل مع الولايات المتحدة بشأن خطة ترامب للسيطرة على قطاع غزة، ومساعي تهجير سكانه، فيما أعلن ترامب تمسكه بالمهلة التي حددها حتى السبت للإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، في حين ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف المعنية تجنب استئناف الأعمال العدائية في غزة والتي من شأنها أن تؤدي إلى مأساة هائلة، وحض حركة «حماس» على المضي قدماً في إطلاق الرهائن.
وسط تباين عربي أمريكي واضح حيال الوضع في غزة والاستقرار الإقليمي، قال الملك عبد الله الثاني: إن ترامب يتطلع إلى مجيء مصر لتقديم هذه الخطة. وتابع: «سنكون في السعودية لمناقشة كيفية عملنا مع الرئيس ومع الولايات المتحدة»، مضيفاً: «فلننتظر حتى يأتي المصريون ويقدموا الخطة للرئيس» ورد ملك الأردن على حديث ترامب عن تخصيص قطعة من الأرض يمكن أن يعيش فيها الفلسطينيون في الأردن بقوله «عليَّ أن أعمل ما فيه مصلحة بلدي» وأبدى العاهل الأردني استعداد بلاده لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة.
وخلال لقائه مع الصحافيين في البيت الأبيض الاثنين، عاد ترامب إلى التأكيد على جدية مقترحه، ملمّحاً إلى إمكان أن تقطع إدارته المعونات عن مصر والأردن إذا لم يقبلا باستقبال فلسطينيي غزة الذين يعتزم ترحيلهم من القطاع، وهو أمر يرفضه البلدان. وبموجب خطة ترامب يتعيّن على مصر والأردن خصوصاً استقبال هؤلاء الغزيين، لكنّ كلا البلدين رفض ذلك وأبلغ وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي نظيره الأمريكي ماركو روبيو الاثنين برفض الدول العربية خطة الرئيس ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة والسيطرة على القطاع. كما التقى عبد العاطي في اجتماع منفصل مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وأدلى بتصريحات مماثلة، حسبما ذكرت وزارة الخارجية المصرية.
من جهته أعرب ترامب عن ثقته في قدرة الولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاق مع مصر لاستقبال الفلسطينيين من قطاع غزة وقال، خلال اللقاء مع العاهل الأردني «سيعيش الفلسطينيون، أو الأشخاص الذين يعيشون الآن في غزة، حياة جميلة في مكان آخر وسوف يعيشون بأمان ولن يُقتلوا أو يُضطروا إلى المغادرة كل 10 سنوات، الأمر أشبه بالعيش في الجحيم، وسوف ينتهي بهم الأمر إلى الحصول على منزل رائع وعائلات رائعة»، حسب تعبيره. وأضاف ترامب: «سنكون قادرين على التوصل إلى شيء ما، وأنا أعلم أننا سنكون قادرين على التوصل إلى شيء ما أيضاً مع مصر، وأعتقد أننا سنتوصل إلى شيء ما بنسبة 99%، وليس بنسبة 100% مع مصر».
وقال ترامب: إن الولايات المتحدة لن تشتري غزة، موضحاً: «لن نشتري شيئاً، سوف نحظى بها، وسوف نشرف عليها وسنتأكد أن هناك سلاماً، وستكون هناك تنمية على نطاق واسع أيضاً وسيكون هناك الكثير من الفنادق والمباني».
وقبل ذلك، اقترح ترامب أن «تلغي» إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة منذ 19 كانون الثاني/يناير إذا لم تطلق «حماس» سراح جميع الرهائن بحلول ظهر السبت المقبل، قال: إنّه سيترك «هذا الأمر لإسرائيل لكي تقرّر» بشأن ما ينبغي أن يحدّث للهدنة الهشّة السارية بينها وبين «حماس».
وشدد القيادي في حركة «حماس» سامي أبو زهري على أن احترام اتفاق وقف إطلاق النار بين الحركة وإسرائيل هو الطريق الوحيد لإعادة الرهائن وأضاف «على ترامب أن يتذكر أن هناك اتفاقاً وأنه يجب احترامه من الطرفين، وهذا هو الطريق الوحيد لعودة الأسرى».
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان أصدره أمس الثلاثاء على أهمية أن يتقيد الجانبان المعنيان بالتزاماتهما الكاملة في اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف المرحلة الثانية من المفاوضات الجادة في الدوحة حاثاً «حماس» للمضي قدماً في تحرير الرهائن كما هو مخطط له يوم السبت المقبل.
وفي القاهرة، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن، على «ضرورة بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، بهدف جعله قابلاً للحياة، وذلك دون تهجير سكانه الفلسطينيين، وبما يضمن الحفاظ على حقوقهم ومقدراتهم في العيش على أرضهم» وفق بيان صادر عن مكتبه وقال الرئيس المصري أيضاً إن إقامة دولة فلسطينية هي «الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم» في المنطقة.
من جهة أخرى، توعد رئيس وزراء إسرائبل بنيامين نتنياهو، عقب انتهاء جلسة الحكومة الإسرائيلية المصغرة «الكابينت»، باستئناف «معارك عنيفة» في قطاع غزة «حتى إلحاق هزيمة نهائية بحماس» إذا لم تفرج عن «الرهائن» بحلول السبت وذكرت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو «سيعلن موقفاً إسرائيلياً يتبنى خطة الرئيس ترامب لترحيل سكان غزة» كما أكدت المصادر أن «نتنياهو يريد الاستمرار بالمرحلة الأولى من اتفاق غزة وفقاً لشروط جديدة.. كما يريد تغيير طبيعة المرحلة الثانية من اتفاق غزة» وقال مسؤول إسرائيلي: «إن أعضاء الكابينت أيدوا مطالبة ترامب بالإفراج عن كل الأسرى السبت.. كما أيدوا رؤية ترامب الثورية لمستقبل غزة»، حسب قولهم. (وكالات)
0 تعليق