وسع الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، حربه العدوانية على الضفة الغربية المحتلة، وشن حملة مداهمات واسعة تخللتها اقتحامات لعشرات المنازل واعتقالات طالت عشرات الفلسطينيين، وسط مواجهات في بعض المناطق واشتباكات في بعض المحاور خاصة شمالي الضفة، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه يدرس إبقاء قواته بشكل دائم في مخيمي طولكرم ونور شمس، فيما أوقع مقاتلون قوات إسرائيلية في كمينين داخل المخيمين، في حين قتل شاب من سعير بمحافظة الخليل متأثراً بإصابته بنيران الجيش الإسرائيلي.
وواصلت القوات الإسرائيلية، حربها على مدينة طولكرم ومخيميها، طولكرم ونور شمس، لليوم الـ 16 على التوالي، وسط تصعيد عسكري مترافق مع تدمير واسع للبنية التحتية والممتلكات، واعتقالات، ونزوح قسري طال الآلاف من سكان المخيمين. وفرضت القوات الإسرائيلية حصاراً مشدداً على مخيمي طولكرم ونور شمس، وعززت انتشار آلياتها والدوريات الراجلة في محيطهما وأحيائهما، وسط مداهمات للمنازل، التي أصبح عدد كبير منها فارغاً بعد نزوح سكانها قسراً، يتخللها إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف وعشوائي، خاصة في ساعات الليل. وتركزت حركة النزوح في أحياء المسلخ، والمنشية، وجبل الصالحين، وجبل النصر، التي أصبحت شبه فارغة من سكانها، حيث قامت القوات الإسرائيلية بتوجيه كل مجموعة من الأسر النازحة إلى مناطق محددة، توزعت بين المدينة وضاحية ذنابة وبلدة عنبتا. وأوقع مقاومون، فجر أمس، قوات إسرائيلية بكمينين في مخيمي نور شمس وطولكرم، ما أسفر عن سقوط عدد من الإصابات بين الجنود الإسرائيليين، تزامناً مع اشتباكات عنيفة جرت في المخيمين.
وأعلنت لجنة طوارئ مخيم الفارعة جنوبي طوباس، أمس الثلاثاء، أن ثلث سكان المخيم والذين يقدر عددهم بنحو 3000 نسمة، نزحوا قسراً بسبب العمليات العسكرية التي تشنها القوات الإسرائيلية. وأشارت اللجنة إلى أن القوات تواصل منع دخول الإمدادات الإنسانية وطواقم الإسعاف إلى المخيم، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة.
وفي تطور جديد، تدرس القيادة المركزية في الجيش الإسرائيلي تخصيص كتيبة للبقاء بشكل دائم في مدينة طولكرم وتحديداً في مخيمي طولكرم ونور شمس وإقامة مراكز عسكرية. ويناقش الجيش، بحسب صحيفة يديعوت احرنوت إمكانية إنشاء مواقع عسكرية للتدخل الفوري داخل المخيمات. والغرض من تلك الفكرة هو العمل في مخيمات اللاجئين لخلق استمرارية ووتيرة متزايدة للأنشطة، العسكرية والتعامل مع ما وصفتهم الصحيفة بالمطلوبين والمسلحين.
وأشارت إلى أن الجيش كان يعمل في السابق بناء على المعلومات الاستخبارية. الآن يتطلب النشاط تحضيرات مختلفة وإذا نجحت فكرة إنشاء كتيبة مخصصة، فإن القوة الموجودة في المعسكرات ستكون قادرة على التصرف بسرعة نسبية في مواجهة المعلومات الاستخباراتية حول أي نشاط من قبل المسلحين، وفقاً لتقرير الصحيفة .
وعلى النقيض من العمليات السابقة في شمال الضفة الغربية، أعلن الجيش هذه المرة أنه ينوي البقاء في مخيمات اللاجئين لفترة زمنية طويلة والبقاء في المخيمات على مدار الساعة لمنع المقاتلين من إعادة بناء قدراتهم . وأوضح مصدر عسكري أنه بعد نحو شهر من توقف عمليات الجيش في جنين بسبب نشاط قوات الأمن الفلسطينية، نجح المقاتلون في استعادة قدراتهم التي دمرها الجيش سابقاً. وعليه يحاول الجيش إيجاد حلول لإطالة فترة بقائه في المخيمات.
إلى ذلك، أعلن أطباء في المستشفى الأهلي، مساء أمس، مقتل الشاب عبدالله مراد حسين الفروخ 19 عاماً، متأثراً بإصابته الحرجة التي أصيب بها خلال اقتحام قوات إسرائيلية لبلدة سعير شمال شرقي الخليل. (وكالات)
0 تعليق