نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قد نكون نحن بدار المسنين, اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025 09:33 مساءً
ولأن الإسلام كرم كبار السن وأنزلهم منزلتهم اللائقة بهم ومكانتهم التي يستحقونها، فقد حرصت الدولة - أيدها الله - على إصدار الأنظمة واللوائح التي تقر حقوقهم وتحفظ مكانتهم، وجاء نظام حقوق كبير السن ورعايته الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م / 47) وتاريخ 3 /6/ 1443هـ تأكيدا على ذلك، وأوضحت المادة الثانية منه أن "تقوم الوزارة - وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية - بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتحقيق ما يأتي:
1- تمكين كبار السن من العيش في بيئة تحفظ حقوقهم وتصون كرامتهم.
2- نشر التوعية والتثقيف المجتمعي لبيان حقوق كبار السن؛ لأجل احترامهم وتوقيرهم.
3- توفير معلومات إحصائية موثقة عن كبار السن؛ للاستفادة منها في إجراء الدراسات والبحوث ذات العلاقة بهم، والمساعدة في وضع الخطط والبرامج.
4- تنظيم وتنفيذ برامج مناسبة لكبار السن؛ تعزز من مهاراتهم وخبراتهم وممارسة هواياتهم وتعزيز اندماجهم في المجتمع.
5- تشجيع القادرين من كبار السن على العمل، والاستفادة من برامج الدعم الموجهة إلى الجهات المشغلة لهم.
6- دعم النشاطات التطوعية في خدمة كبار السن.
7- تأهيل المرافق العامة والتجارية والأحياء السكنية والبيئة المحيطة والمساجد؛ لتكون ملائمة لاحتياجات كبار السن، وذلك في ضوء الأنظمة والأوامر ذات العلاقة.
8- تخصيص أماكن لكبار السن في المرافق العامة والمناسبات العامة.
9- حثّ القطاع الخاص وأصحاب الأعمال والجهات الأهلية على رعاية كبار السن من خلال إقامة مراكز أهلية وأندية اجتماعية.
واهتمام الدولة - أيدها الله - بكبار السن ليس حديث عهد، فمنذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - يرحمه الله - برز هذه الاهتمام من خلال إنشاء دار الرعاية الاجتماعية بمكة المكرمة عام 1353هـ لـ "تحتضن المسنين والعاجزين من الحجاج ممن انقطعت بهم السبل عن العودة إلى أوطانهم وديارهم وقصرت بهم قواهم عن العمل فتحولوا إلى التسول وأصبحوا يضايقون الحجاج والمعتمرين، فأمر الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بإنشاء دار تحتضن هؤلاء وتقدم الرعاية الشاملة لهم وأطلق عليها (دار العجزة).
وأمام نظام حقوق كبير السن ورعايته، وبدايات تأسيس دار العجزة بمكة المكرمة، فإن الخطوة التي قامت بها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والمتمثلة في إغلاق دار المسنين بمكة المكرمة ونقل نزلائه إلى محافظة بلجرشي التي تبعد عن مكة المكرمة بنحو 375 كم، ستدخلهم في معاناة نفسية جديدة، فبعد أن هجرتهم أسرهم وتركوا دورهم، بدأت خطوات إخراجهم من مدينتهم ومسقط رأسهم، والتي عاشوا بها عنفوان شبابهم وقوة رجولتهم.
وإضافة للتأثير النفسي الذي سيتعرضون له نتيجة للنقل، فإن التأثير الصحي سيكون أشد قسوة، فالمحافظة تتميز بأنها جبلية، ودرجة الحرارة بها منخفضة وتعرف ببرودة طقسها، على عكس مكة المكرمة المعروفة بحرارة جوها.
ومناشدة ذوي نزلاء دار المسنين بالعاصمة المقدسة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بإعادة النظر في قرار إغلاق الدار ونقل النزلاء إلى محافظة بلجرشي، تنقل احتمالية تعرض النزلاء لنهاية مؤلمة.
وقبل هذا وذاك فعلينا أن نضع أنفسنا في موضعهم، ونقول ماذا لو كنا داخل دار المسنين في كبرنا، فهل نقبل أن تكون نهايتنا هكذا بعيدا عن أرضنا وأسرنا؟
إن علينا أن نكون أكثر رأفة بكبار السن، وأن نحسن إليهم قال تعالى {وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة} (الحديد:27).
0 تعليق