نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف تكون بارا بوالديك أحياء وأمواتا؟, اليوم الخميس 6 فبراير 2025 01:55 مساءً
وحق الوالدين هو أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى، وبرهما والإحسان إليهما من الأمور التي حثت عليها الشريعة الإسلامية ورغبت فيها بعظم الثواب وأثنت على من فعلها، ومهما فعل الولد من أعمال حميدة لوالديه فهو مقصر؛ لأن حقهما عظيم وقدرهما رفيع، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم (لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا؛ فيشتريه فيعتقه). (سنن الترمذي، رقم: 1907).
ولقد أكد الإسلام أن خدمة الوالدين والعمل من أجل راحتهما بمثابة الجهاد في سبيل الله، وجعل الإنفاق عليهما ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو واجب ديني وضرورة إنسانية تمليها الفطرة السليمة والقيم النبيلة والنصوص الشرعية التي تعلي من شأن البر والإحسان، فعن عبدالله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يستأذنه في الجهاد فقال صلى الله عليه وسلم: (أحيّ والداك؟) قال: نعم، قال صلى الله عليه وسلم (ففيهما فجاهد) (صحيح البخاري، رقم:( 3004).
وفيما رواه البخاري أن رجلا كان يطوف بالبيت العتيق، وقد حمل أمه وراء ظهره يقول:
إنّي لها بعيرها المذلّل
إن أذعرت ركّابها لم أذعر
ثم قال: يا ابن عمر أتراني جزيتها؟ قال: لا ولا بزفرة واحدة...." (الأدب المفرد، البخاري، رقم: 11).
كما أن بر الوالدين لا ينتهي برحيلهما عن الحياة، بل يستمر حتى بعد وفاتهما من خلال الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة وصلة أرحامهما وإكرام أصدقائهما وفاء لذكراهما وعرفانا بفضلهما، وفيما رواه البخاري بسنده أن رجلا قال: يا رسول الله هل بقي من بر أبويَّ شيء بعد موتهما أبرهما؟ قال صلى الله عليه وسلم: (نعم خصال أربع: الدعاء لهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما). (الأدب المفرد، البخاري، رقم: 35).
حقيقة إن بر الوالدين لا يهرم ولا يفقد بريقه مهما مرت الأيام، وتذكر يا أخي أن والدك قد أفنى سنوات عمره في سبيل راحتك، ووالدتك سهرت الليالي الطوال ترعاك بحب وحنان، أفلا يستحقان منك الآن قليلا من الراحة والعناية بعد كل ذلك الجهد والتضحيات؟
0 تعليق