نعم ماذا يكتب القلم عنك يا سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، وما هي تلك الكلمات التي لا توفيك حقك وإن كثرت، أو تناسقت بشعر أو مقال أو سُطِرت بها الكتب والصحف والمجلات.

هذا الاسم عندما يُذكر نجد أن هناك علاقة طردية بين الإنسانية والكرم والحكمة والسياسية، والمواقف النبيلة المساهمة في تنمية ونهضة هذا الوطن، والتي أثراها بجهده وعمله أثناء مسيرته، من خلال ما تولاه سموه من مناصب في حياته.

ومن أبرز تلك المواقف لسموه والتي ما زالت بصمة طبعها التاريخ باسمه عن حضور سموه إلى الحدود الكويتية عندما تم الاعتداء الغاشم عليها، مستقبلا أمير الكويت الشيخ جابر الصباح رحمه الله ليصطحب أمير الكويت بسيارته الخاصة حتى مقر إقامته وفتح الحدود لبقية الشعب الكويتي وكأنها دولة واحدة ليصبحوا في ضيافة الشعوب السعودي بقيادة الملك فهد رحمه الله آنذاك حتى عودتهم آمنين مطمئنين.

وعلى الجانب الخيري والإنساني سواء في الداخل أو الخارج من أعمال الخير الإنسانية ما تقوم به مؤسسة سموه التنموية من أعمال جليلة تمثلت في مساعدة المحتاجين من مساعدات مالية ومشاريع تنموية وإسكان خيرية، وتقديم ما يحتاجه المرضى وخاصة أصحاب الأمراض المستعصية كالسرطان والفشل الكلوي، من التكفل بعلاجهم سواء في المستشفيات الخاصة داخل المملكة وخارجها.

كما أن حملات الحج والعمرة مسيرة دائما على نفقته الخاصة لجميع من أراد أداء هذه الشعائر العظيمة في شتى البلدان العربية والإسلامية، ليشهد بذلك ما ذكرته إحدى الإعلاميات في بلد عربي شقيق، عن موقفها مع سموه عرفانا له ولموقفه النبيل، عندما أرادت الحج هاتفة باسم الأمير محمد رحمه الله من أجل أن تؤدي فريضة الحج، ليلبي نداءها باستضافتها ترافقها أسرتها على نفقته الخاصة.

أما مجال خدمة العلم ما تقدمه جامعة الأمير محمد بن فهد من ثروة علمية في خدمة تطوير أبناء وبنات الوطن من التخصصات المرموقة والمنح الدراسية التي تخدم سوق العمل وتقدم الدورات العلمية والعملية للتطوير والجودة، وكذلك الجوائز التي تدعم المتميزين والمبدعين في شتى المجالات.

هذا الأثر الذي أبقاه سموه سيبقى مستمرا بفضل الله ثم بوجود أبنائه تركي وخالد وعبدالعزيز، ممتدا ومكملا لتلك السيرة العطرة، فمآثر سموه الخيّرة تبقى خالدة حتى وإن اختاره الله لجواره، وسيرته ساطعة وإن طال الدهر، وفقده فاجعة على محبيه.

فكما قال ابن عبدون:
الدَهرُ يُفجِعُ بَعدَ العَينِ بِالأَثَرِ
فَما البُكاءُ عَلى الأَشباحِ وَالصُوَرِ

وكما أقول عن هذا الفقد الجلل بهذه الأبيات المتواضعة:
وإن غاب محمد فأبناؤه حضرٌ
مكملين بفخر ما بناه وأسسه
فيا أسرة المرحوم الكرام عزاؤنا
جميعاً في الفقيدِ دوماً ودائماً
ويا الرحمة المزجاة زوري قبرهُ
وحِفْيهِ من الجنةِ بنسماتٍ معطرةٍ