نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الطريق الدائري العاشر!!, اليوم السبت 1 فبراير 2025 06:33 مساءً
الحفاظ على التسلسل الهرمي للطرق في المدينة غاية في الأهمية لتنظيم البنية العمرانية والترابط الوظيفي وتقليل الاختناقات المرورية؛ إذ ليس من المنطقي أن تفتح الشوارع المحلية داخل الأحياء السكنية مباشرة على الطرق الشريانية دون المرور بشوارع تجميعية. المفترض أن تتدرج مستويات الازدحام المروري فالطرق التجميعية تعمل على تجميع الحركة وتوزيعها نحو الطرق الشريانية التي تربط المراكز الحيوية المزدحمة بالمدينة ليقل حجم الحركة المرورية في الطرق الحرة أو الدائرية ويقتصر على النقل للمسافات الطويلة نحو المدن المجاورة أو القطاعات المركزية دون المرور بالمناطق المزدحمة في وسط المدينة.
يعد الطريق الدائري بمثابة حلقة تحيط بالمدينة، تتصل بشبكة طرق إقليمية وتربطها بالمدن المجاورة. في الأصل تعتمد فكرة الطريق الدائري على ربط أجزاء المدينة كافة، وتوفير وصولية عالية دون المرور داخلها، ويساعد الشكل الدائري على احتضان البنية المركزية للمدينة، مع توزيع الحركة على الأطراف الخارجية. لقد برزت الطرق الدائرية بشكل واسع كأحد الحلول لاستيعاب النمو في حجم الحركة المرورية، وخاصة بعد حركات التجديد العمراني التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. كان ينظر إلى الطرق الدائرية باعتبارها وسيلة لتفريغ الحركة ومعالجة الازدحام المروري في أواسط المدن لتتحول هذه الأواسط فيما بعد إلى مناطق صديقة للمشاة.
وعلاوة على ذلك، يرى البعض أن الطرق الدائرية بمثابة الحزام المحيط حول المدينة ليساهم في تحفيز النمو العمراني للداخل وتقليل التمدد العمراني.
في الواقع، هذه الاعتقادات ليست دقيقة تماما، فالطرق بوجه عام هي العامل الحاسم في النمو الحضري للمدن والمؤثر على تموضع استعمالات الأراضي والأنشطة الحيوية. الثابت أن زيادة الطرق الدائرية تؤدي إلى مزيد من الازدحام من منطق أن الطرق تجذب الاستعمالات والأنشطة وتحفز على النمو العمراني.
الأدوار الوظيفية للطرق الدائرية سوف تضمحل إذا لم يقترن إنشاؤها مع تشريعات عمرانية تمنع تطوير استعمالات أراضي على جانبيها. تتحول معظم الطرق الدائرية إلى مناطق شديدة الازدحام وكأنها مراكز مدن وليست طرق سريعة، نظرا لتموضع العديد من الأنشطة الحيوية والمراكز التجارية متعددة الأدوار على جانبيها.
المدن الكبرى تنمو بخطى متسارعة لتجذب المزيد من السكان، والطرق الدائرية عامل محفز لمزيد من البناء والنمو العمراني. وحتى لا نصل إلى الطريق الدائري العاشر نحن بحاجة إلى تطوير تشريعات عمرانية تمنع بناء أو تطوير نشاطات عمرانية على جوانب الطرق الدائرية ليصبح الطريق الدائري مخصصا للانتقال بين قطاعات المدينة.
وتحفيز النمو العمراني للداخل، من خلال توسيع عمليات التجديد العمراني للمناطق المتدهورة عمرانيا وتطوير نظام رسوم أراضي يعتمد على معيار القرب والبعد من وسط المدينة.
وأخيرا، البدء بتطوير نموذج معياري للحجم الأمثل للمدن optimum size يقترن بحجم الوظائف، والمخزون السكني، ومخزون المياه والموارد المتاحة لكل مدينة تماشيا مع هيكلية تصنيف المدن إقليميا على أن يتم تطوير روافد للمدن الكبرى وربطها مستقبلا بمسارات نقل متنوعة.
0 تعليق