واشنطن - أ ف ب
علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، على حادث تصادم طائرة ركاب بمروحية عسكرية فوق واشنطن في كارثة جوية، أودت بـ 67 شخصاً عبر شنّه هجوماً سياسياً لافتاً على سلفيه الديمقراطيين باراك أوباما وجو بايدن، فيما عزا الكارثة إلى التوظيف على أساس التنوّع.
وأكد الرئيس الجمهوري مقتل من كانوا على متن الطائرة والمروحية، مشيراً إلى خطأ ارتكبه طيار المروحية تسبّب في الكارثة التي وقعت خلال الليل. لكنّ ترامب استغل المؤتمر الصحفي لانتقاد ما وصفها بسياسات التنوّع اليسارية في عهد سلفيه جو بايدن وباراك أوباما التي اعتبر أنّها لم تسمح باختيار الموظفين الأكفأ لشغل مناصب في إدارة الطيران الفيدرالية.
وقال ترامب: «بينما أعطيت أنا الأولوية للسلامة، وضع أوباما وبايدن والديمقراطيون سياساتهم في المقدّمة».
وأضاف: «أصدرا توجيهاً مفاده بأنّ شخصاً ما أبيض كثيراً، بينما نريد أشخاصاً يتمتّعون بالكفاءة».وبينما تحدّث ترامب في البيت الأبيض، عمل غواصون على انتشال الجثث من مياه نهر بوتومك.
وبدا حطام الطائرة وهي من طراز «بومباردييه» تشغلها شركة تابعة لمجموعة «أمريكان إيرلاينز» جلياً في المياه، بينما أحاطت به قوارب الطوارئ وفرق الغوص. وكانت الطائرة تقلّ 64 شخصا. كذلك، فإن مروحية الجيش وهي من طراز «بلاك هوك» كانت تقل ثلاثة عسكريين كانت بدورها في النهر.
وقال قائد جهاز الإطفاء في واشنطن جون دونيلي للحفيين: «نحن في مرحلة ننتقل فيها من عملية إنقاذ إلى عملية انتشال». وتم حتى الآن انتشال 28 جثة.
ووقع حادث التصادم ليل الأربعاء أثناء هبوط طائرة الركاب في مطار ريغان الوطني بعد رحلة روتينية من ويتشيتا في كانساس. ويعدّ هذا أول حادث جوي كبير في الولايات المتحدة منذ العام 2009 عندما قتل 49 شخصاً قرب بوفالو في نيويورك.
ومطار ريغان الوطني يقع على مسافة قريبة من وسط واشنطن والبيت الأبيض والبنتاغون. وتشهد سماء المنطقة تحركاً كثيفاً عادة للطائرات المدنية والعسكرية. وبحسب التسجيلات الصوتية، سأل مراقبو الحركة الجوية المروحية مراراً عما إذا كانت طائرة الركاب «في مرمى البصر». ثم قبل التحطم مباشرة، طلبوا منها «المرور خلف» الطائرة.
- تسييس للحادثة
واستهلّ ترامب مؤتمره الصحفي بالحديث عن «الأسى» الذي تعيشه البلاد، وقال، إن التحقيق سيستغرق وقتاً.
لكنه سرعان ما بدأ انتقاد سياسات التنوع والمساواة والشمول. وركّز ترامب الذي بدأ ولايته الرئاسية قبل أسبوع بحملة ضد الإجراءات المطبقة منذ عقود لمنع التمييز على أساس النوع الاجتماعي والعرقية في الولايات المتحدة، انتقاداته على وزير النقل في عهد بايدن بيت بوتيجيدج.
وقال ترامب عن وزير النقل السابق: «خرّب كلّ شيء بسياسات التنوع».
ودعم نائب الرئيس جاي دي فانس ووزير الدفاع الجديد بيت هيغسيث رسالة ترامب، إذ أكدّ كل منهما بأنّ إجراءات التنوع حرمت الأمريكيين من أصحاب الكفاءة من المناصب.
ولدى تكرار الصحفيين السؤال عليه بشأن ما إذا كان يعزو الحادث إلى التنوّع في أماكن العمل، ردّ ترامب: «قد يكون السبب كذلك».
ردّ بوتيجيدج على منصة «إكس» واصفا ترامب بـ«الدنيء». وقال: «فيما تعيش العائلات حالة حزن، يتعيّن على ترامب أن يقود، لا أن يكذب».
- أبطال تزلج من بين الضحايا
وسارع مئات من عناصر الإنقاذ إلى الموقع، لكنهم وجدوا أنفسهم يواجهون الظلام والجليد خلال الليل.
وأفادت الهيئة الأمريكية للتزلج الفني على الجليد، بأنّ الطائرة كانت تقل رياضيين ومدربين ومسؤولين، فيما أكد مسؤولون في موسكو أن الزوجين الروسيين يفغينيا شيشكوفا وفاديم نوموف اللذين فازا باللقب في بطولة العالم للتزلج عام 1994، كانا على متن الطائرة.
وسرعان ما استبعد المسؤولون إمكانية العثور على ناجين بسبب التصادم.
وسُمع أحد مراقبي حركة الطيران وهو يقول لآخر بعد انقطاع الاتصال مع المروحية: «رأيت كرة من النار ثم اختفت».
- ماذا حصل؟
وقال مسؤولون في قطاع النقل، إن الطائرة والمروحية كانتا في مسار طيران عادي في ليلة صافية مع رؤية جيدة.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي أنّ المروحية «كان على متنها طاقم يتمتع بخبرة جيدة، ويجري عمليات التقييم السنوية الليلية التي يجب القيام بها».أما وزير النقل شون دافي، فقال: «هل أعتقد أنّه كان من الممكن تجنّب الحادث؟ بكل تأكيد».
وفضلاً عن إلقائه باللوم على سياسات التنوّع، تحدّث ترامب بشكل مطول عن مسار الرحلة، وقال، إنّ المروحية كانت «تتّجه بزاوية سيئة بشكل يفوق التصوّر».
0 تعليق