في "طويق للنحت" توسمت قصة فحواها علاقة الإنسان بالحجر، هو حدث يقام سنويا في مدينة الرياض، حيث تنحت الأعمال في مشهد فنتازي حي يستنطق الحجر، ليسرد قصصا عن الإنسان، المكان، الهوية، وعن أحلام الأجيال القادمة.

في تؤدة الصحراء، يخرج الفنانون من شتى بقاع الأرض، حزموا أمتعتهم التي تحوي هويتهم وإرثهم الثقافي، وشدّوا وصل همتهم التي تحتفي بقصص حضاراتهم وتجاربهم، في رحلة زاخرة تعج بالتحديات. تحت سمائنا، يرسمون الطموحات ويخطون نهج الأمنيات.

على أرضنا، يسردون قصصا عن ماضي أسلافهم و ثقافتهم. على أحجارنا، ينحتون أحلاما نبيلة تضج بالأناة، تصور منحوتات تجسد ثقافات فسيفسائية في أرض مملكتنا الحبيبة، أرض التاريخ.

طرقة المطرقة هو صوت طويق للنحت، حيث يعبّر الفنان عن نفسه مع كل دقة إيقاع على الحجر، مع كل حركة انغماس، يكتب الفنان فصلا جديدا في قصته؛ عن هويته التي لا تقتصر فحسب على المكان أو الزمان، عن فكرته التي تتوق للتغير، عن التماسه للخلود، عن نهجه في الأمل، وعن الألم الذي تعايش معه وما انفك يعبر عنه.

سجلات حجرية ستبقى شاهد عيان على رحلة فنان. مبرهنة على أعمال خالدة. لمحت النور، تركت الأثر، وظلت حية تحمل في جعبتها الذاكرة الثقافية والإنسانية، لتستقر في أرواح ضيوفها.

تحتضنها مدينة الرياض في أحيائها بين أرجائها لتعرب لنا عن العلاقة المميزة بين الإنسان والحجر، ويقينا لن تموت الأحلام وإن غشيتها الهدأة والوهن.