«الأمل: السيرة الذاتية»... رؤية شاملة لعالم أفضل بعيون البابا

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

العمل من أجل بناء مستقبل يقوم على العدالة والرحمة والتفاهم

يفتح البابا فرنسيس قلبه للعالم في أول سيرة ذاتية كتبها بنفسه

في عالم مملوء بالتحديات، يمثل الأمل قوة تجمع البشر لمواجهة الصعاب والعمل نحو مستقبل أفضل، مستندين إلى الإيمان بالتغيير والالتزام بالقيم الإنسانية لتحقيق السلام والتفاهم.
من هنا يأتي كتاب البابا فرنسيس ليقدم رؤية ملهمة تعكس إيمانه العميق بالأمل كطريق لإعادة بناء الإنسانية وتحقيق العدل والرحمة في عالم متغير.
يعد كتاب الأمل السيرة الذاتية للبابا فرنسيس عملاً استثنائياً في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، حيث يفتح البابا قلبه للعالم في أول سيرة ذاتية كتبها بنفسه أثناء حبريته. 
جاءت هذه الخطوة في تناسب مع ما يقاسيه عصرنا الراهن من التحديات، وبالتزامن مع إعلان عام اليوبيل لعام 2025 تحت شعار «حجاج الأمل». (اليوبيل هو حدث ديني كاثوليكي ذو أهمية روحية خاصة، يتيح للمؤمنين فرصة خاصة للمغفرة والمصالحة. تقليدياً يقام كل 25 سنة).
يأخذنا الكتاب في رحلة إنسانية وتاريخية تبدأ بجذور البابا الإيطالية وهجرة أجداده إلى أمريكا اللاتينية، مروراً بفترة طفولته وشبابه في حي فلوريس الشعبي، حيث شكلت بيئته الاجتماعية والاقتصادية وعيه المبكر، وصولاً إلى حياته الكهنوتية وقيادته للكنيسة الكاثوليكية. يروي البابا رحلته بأسلوب صريح، مسلطاً الضوء على أبرز المحطات في حياته ومسيرته الكهنوتية.
يمضي الكتاب في تحليل عميق للقضايا العالمية الكبرى التي تواجه البشرية اليوم. يناقش البابا النزاعات المسلحة في أوكرانيا والشرق الأوسط، وأزمة الهجرة العالمية، وتغير المناخ. كما يعالج موضوعات اجتماعية وإنسانية مثل دور المرأة، وتطورات التكنولوجيا، ومستقبل الدين في ظل التغيرات الاجتماعية المتسارعة. من خلال هذه المناقشات، يضع البابا رؤيته التي تستند إلى قيم التعاطف، والحوار، والعمل المشترك لمعالجة الأزمات التي تهدد البشرية.
يتميز الكتاب بأسلوبه السلس والبسيط الذي يجعل القارئ يشعر بالقرب من شخصية البابا فرنسيس، خاصة أنه يشارك قصصاً شخصية، مثل شغفه بموسيقى التانغو وعشقه لكرة القدم، ليضفي بذلك لمسة إنسانية على النص. كما يبرز التزامه العميق بالقيم الروحية والإنسانية، حيث يقدم رؤية عميقة للمستقبل تستند إلى إيمان قوي بقدرة البشرية على تحقيق التغيير الإيجابي.
يتضمن الكتاب مجموعة فريدة من الصور النادرة والخاصة التي توثق مراحل مختلفة من حياة البابا فرنسيس. هذه الصور، التي أتاحها البابا شخصياً للنشر، تضيف بُعداً بصرياً يعزز من تجربة القراءة، وتروي قصة حياة مملوءة بالتحديات والإنجازات، بدءاً من صور طفولته في بوينس آيرس إلى لقطات من رحلاته البابوية.
يمثل الكتاب شهادة حية على رؤية البابا فرنسيس لعالم أفضل، ويدعو فيه إلى التأمل والعمل من أجل بناء مستقبل يقوم على العدالة، والرحمة، والتفاهم، ويتميز بأهمية لما فيه من تحفيز لتحقيق الخير في عالم مملوء بالتحديات.
وجدير بالذكر أن خورخي ماريو بيرغوليو، الذي أصبح لاحقاً البابا فرنسيس، هو أول بابا من أصل لاتيني يتولى الكرسي الرسولي. 
وُلد في بوينس آيرس بالأرجنتين في 17 ديسمبر/ كانون الأول 1936، وهو الأكبر بين خمسة أبناء لعائلة مهاجرة إيطالية.
حصل على شهادة في الكيمياء قبل أن يدخل السلك الكهنوتي، حيث نصب كاهناً في عام 1969.
شغل منصب رئيس جمعية يسوع في الأرجنتين بين عامي 1973 و1979، وأصبح رئيساً لأساقفة بوينس آيرس عام 1998. 
في عام 2001 تم تعيينه كاردينالاً، وفي عام 2013 انتُخب البابا ال266 للكنيسة الكاثوليكية، ليصبح أول بابا يسوعي ومن الأمريكتين ومن نصف الكرة الجنوبي.

أخبار ذات صلة

0 تعليق